وقد رجّح ابنُ جرير (١٥/ ١٠٨) مستندًا إلى أقوال السلف، ولغة العرب القول الأول بقوله: "وقوله: {وإني لأظنك يا فرعون مثبورا}، يقول: إني لأظنك -يا فرعون- ملعونًا ممنوعًا من الخير. والعرب تقول: ما ثبرك عن هذا الأمر، أي: ما منعك منه، وما صدك عنه؟ وثبره الله فهو يثبُره ويثبِره لغتان، ورجل مثبور: محبوس عن الخيرات هالك، ومنه قول الشاعر: إذ أجاري الشيطان في سنن الغي ... ومن مال ميله مثبور وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل". ولم يذكر ابنُ كثير (٩/ ٨٩) من هذه الأقوال سوى القول الأول والثاني والخامس، ثم علّق على القول الثاني بقوله: «والهالك -كما قال مجاهد- يشمل هذا كله». [٣٩٣٨] قال ابنُ عطية (٥/ ٥٥٤): «و {الأَرْضِ}: أرض مصر، وقد تقدم أنه متى ذكرت الأرض عمومًا فإنما يراد بها ما يناسب القصة المتكلم فيها، وقد يحسن عمومها في بعض القصص».