١٩٢٠١ - عن عمر بن الخطاب -من طريق ابن عباس- قال: لَمّا اعْتَزَل النبي - صلى الله عليه وسلم - نساءَه دخلتُ المسجدَ، فإذا الناسُ يَنكُتُونَ بِالحَصى (١)، ويقولون: طلَّق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءَه. فقمت على باب المسجد، فنادَيْتُ بأعلى صوتي: لم يطلق نساءَه. ونزلت هذه الآية فِيَّ:{وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}. فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر (٢)[١٧٧٨].
(٤/ ٥٤٨)
١٩٢٠٢ - عن عمر بن الخطاب -من طريق ابن عباس- قال: لَمّا اعتزل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - نساءَه، قال: دخلتُ المسجد، فإذا الناس ينكتون بالحصى، ويقولون: طلَّق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه. وذلك قبل أن يُؤْمَرْن بالحجاب، فقال عمر: فقلت: لأعلمن ذلك اليوم. قال: فدخلتُ على عائشة، فقلت: يا بنت أبي بكر، أقد بلغ من شأنكِ أن تؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! فقالت: ما لي وما لك، يا ابن الخطاب، عليك بِعَيْبَتِك (٣). قال: فدخلتُ على حفصة بنت عمر، فقلت لها: يا حفصة، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ِ واللهِ، لقد علمتُ أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يُحِبُّكِ، ولولا أنا لطلَّقك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فبَكَتْ أشدَّ البكاء، فقلتُ لها: أين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟
[١٧٧٨] بيّن ابنُ عطية (٢٨/ ٦١٤) أنّ الذين يستنبطونه هم البَحَثَةُ عنه، وهم مستنبطوه كما يستنبط الماء، ثم علّق قائلًا: «وهذا التأويل جارٍ مع قول عمر?: أنا استنبطته ببحثي وسؤالي». ثم ذكر في الآية احتمالًا آخر، فقال: «وتحتمل الآية أن يكون المعنى: لعلمه المسئولون المستنبطون، فأخبروا بعلمهم».