[٤١٢] ذكر ابن عطية (١/ ٣٠٤) أن {يفرقون} معناه: فرقة العصمة، ثم أورد هذا القول، وعلَّق عليه بقوله: «وقيل معناه: ... فهي أيضًا فرقة». [٤١٣] قال ابن جرير (٢/ ٣٥٧): «وقوله -جل ثناؤه-: {فيتعلمون منهما} خبرٌ مُبْتَدَأٌ عن المُتَعَلِّمين من المَلَكين ما أُنزِل عليهما، وليس بجواب لقوله: {وما يعلمان من أحد}، بل هو خبر مستأنف، ولذلك رُفِع فقيل: {فيتعلمون}. فمعنى الكلام إذًا: وما يُعَلِّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة، فيَأَبْوَن قَبُول ذلك منهما، فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه. وقد قيل: إنّ قوله: {فيتعلمون} خبر عن اليهود، معطوف على قوله: {ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت}، {فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه}، وجعلوا ذلك من المؤخر الذي معناه التقديم. والذي قلنا أشبه بتأويل الآية؛ لأن إلحاق ذلك بالذي يليه من الكلام ما كان للتأويل وجه صحيح أوْلى من إلحاقه بما قد حيل بينه وبينه من معترض الكلام. والهاء والميم والألف من قوله: {منهما} من ذِكْرِ المَلَكَيْن، ومعنى ذلك: فيتعلم الناس من المَلَكَيْن الذي يفرقون به بين المرء وزوجه».وذكر ابن عطية (١/ ٣٠٤) أن الضمير في {منهما} قيل بعوده على الملكين، وقيل بعوده على السحر وعلى الذي أنزل على الملكين.