للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شيئًا، ولا أفعله أبدًا. فسألَت أصحابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يومئذ متوافرون، فما دَرَوْا ما يقولون لها، وكلهم خاف أن يفتيها بما لا يعلمه، إلا أنه قد قال لها ابن عباس أو بعض من كان عنده: لو كان أبواك حيين أو أحدهما لكانا يكفيانك (١) [٤١١]. (١/ ٥٢٤)

{فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}

٣١٦٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق خُصَيْف، عن مجاهد وعكرمة- قال: الملكان يعلمان الناس الفُرْقَة (٢). (ز)

٣١٦٩ - عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: {فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه}، قال: يُؤَخِّذون (٣) أحدهما عن صاحبه، ويُبَغِّضون أحدهما إلى صاحبه (٤) [٤١٢]. (١/ ٥٣٥)

٣١٧٠ - قال مقاتل بن سليمان: {فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه}، والفُرْقَة: أن يُؤَخَّذ الرجل عن امرأته (٥) [٤١٣]. (ز)


[٤١١] علَّقَ ابن كثير (١/ ٥٣٣ - ٥٣٤ بتصرف) على أثر عائشة هذا بقوله: «وقد ورد أثر غريب، وسياق عجيب في ذلك، أحببنا أن ننبه عليه»، ثم ساق الحديث، وقال: «فهذا إسناد جيد إلى عائشة - رضي الله عنها -. وقد استدل بهذا الأثرِ من ذهب إلى أن الساحر له تَمَكُّنٍ في قَلْبِ الأعيان؛ لأن هذه المرأة بذرت، واستغلت في الحال. واستدل به على أن بابل المذكورة في القرآن هي بابل العراق، لا بابل دُنباوند، كما قاله السدي وغيره».
[٤١٢] ذكر ابن عطية (١/ ٣٠٤) أن {يفرقون} معناه: فرقة العصمة، ثم أورد هذا القول، وعلَّق عليه بقوله: «وقيل معناه: ... فهي أيضًا فرقة».
[٤١٣] قال ابن جرير (٢/ ٣٥٧): «وقوله -جل ثناؤه-: {فيتعلمون منهما} خبرٌ مُبْتَدَأٌ عن المُتَعَلِّمين من المَلَكين ما أُنزِل عليهما، وليس بجواب لقوله: {وما يعلمان من أحد}، بل هو خبر مستأنف، ولذلك رُفِع فقيل: {فيتعلمون}. فمعنى الكلام إذًا: وما يُعَلِّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة، فيَأَبْوَن قَبُول ذلك منهما، فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه. وقد قيل: إنّ قوله: {فيتعلمون} خبر عن اليهود، معطوف على قوله: {ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت}، {فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه}، وجعلوا ذلك من المؤخر الذي معناه التقديم. والذي قلنا أشبه بتأويل الآية؛ لأن إلحاق ذلك بالذي يليه من الكلام ما كان للتأويل وجه صحيح أوْلى من إلحاقه بما قد حيل بينه وبينه من معترض الكلام. والهاء والميم والألف من قوله: {منهما} من ذِكْرِ المَلَكَيْن، ومعنى ذلك: فيتعلم الناس من المَلَكَيْن الذي يفرقون به بين المرء وزوجه».وذكر ابن عطية (١/ ٣٠٤) أن الضمير في {منهما} قيل بعوده على الملكين، وقيل بعوده على السحر وعلى الذي أنزل على الملكين.

<<  <  ج: ص:  >  >>