للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٩٨٦٢ - عن محمد بن صالح، قال: كان بعض العلماء إذا تلا: {وإن تعدُّوا نعمة الله لا تحصوها} قال: سُبحانَ مَن لم يجعل في أحدٍ مِن معرفة نعمه إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها، كما لم يجعل في أحد من إدراكه أكثرَ مِن العلم أنّه لا يُدركه، فجعل معرفة نعمه بالتقصير عن معرفتها شكرًا، كما شكر علم العالمين أنهم لا يُدْركونه فجعله إيمانًا؛ علمًا منه أنّ العباد لا يُجاوِزون ذلك (١). (٨/ ٥٥٤)

{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (٣٤)}

٣٩٨٦٣ - عن عمر بن الخطاب أنّه قال: اللهُمَّ، اغْفر لي ظُلمي وكفري. قال قائلٌ: يا أمير المؤمنين، هذا الظُلْم، فما بالُ الكفرِ؟ قال: {إنّ الإنسان لظلومٌ كفارٌ} (٢). (٨/ ٥٥٥)

٣٩٨٦٤ - قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ قال سبحانه: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم} لنفسِه في خطيئته، {كفار} يعني: كافر في نعمته التي ذكر، فلم يعبده (٣). (ز)

[النسخ في الآية]

٣٩٨٦٥ - عن زيد بن أسلم -من طريق عبد الرحمن بن زيد- قال في قوله: {وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الانسان لظلوم كفار}: نَسَخَتْها التي في النَّحْل [١٨] في قوله - عز وجل -: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم} (٤). (ز)

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (٣٥)}

٣٩٨٦٦ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {وإذْ قال إبراهيمُ ربِّ اجعل هذا البلد آمنًا واجنبني وبني أن نعبد الأصنامَ}، قال: فاستجاب الله لإبراهيم دعوته في ولده، فلم يعبد أحدٌ من ولده صنمًا بعد دعوته -والصنم: التِّمثال المُصَوَّر، ما لم يكن صنمًا فهو وثَن-، واستجاب اللهُ له، وجَعَل هذا البلدَ آمِنًا،


(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر (٢٠٢)، والبيهقي في شعب الإيمان (٤٦٢٤).
(٢) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٤٠٧.
(٤) أخرجه أبو إسحاق المالكي في أحكام القرآن ص ٢٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>