للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٧٨ - عن ابن جُرَيْج -من طريق حَجّاج- {شهداءكم} عليها إذا أتَيْتُم بها أنها مِثْلُه؛ مِثْلُ القرآن. وذلك قول الله لِمَن شَكَّ مِن الكفار فيما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - (١) [٩٧]. (ز)

{فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا}

٨٧٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- {فَإنْ لَمْ تَفْعَلُوا ولَنْ تَفْعَلُوا}، قال: قد تَبَيَّن لكم الحق (٢).

(١/ ١٩٠)

٨٨٠ - عن قتادة -من طريق سعيد بن أبي عَرُوبَة- {فَإنْ لَمْ تَفْعَلُوا ولَنْ تَفْعَلُوا}، يقول: لن تَقْدِرُوا على ذلك، ولن تُطِيقوه (٣). (١/ ١٩٠)

٨٨١ - قال مقاتل بن سليمان: {فَإنْ لَمْ تَفْعَلُوا ولَنْ تَفْعَلُوا}، يعني: تجيئوا به. فيها تقديم، تقديمها: ولن تفعلوا ذلك، فإن تفعلوا فأتوا بسورة من مِثْل هذا القرآن. فلم يُجِيبُوه، وسكتوا، يقول الله سبحانه: {فاتَّقُوا النّارَ الَّتِي وقُودُها النّاسُ والحِجارَةُ} (٤). (ز)


[٩٧] انتَقَد ابنُ جرير (١/ ٤٠١) قولَ مجاهد وابنَ جريج، مُسْتَنِدًا إلى دلالة القرآن، والدلالة العقليّة، فقال: «أمّا ما قاله مجاهد وابن جريج فلا وجه له؛ لأن القوم كانوا على عهد رسول الله أصنافًا ثلاثة: أهل إيمان، وأهل كفر، وأهل نفاق بين ذلك. فأهل الإيمان كانوا بالله وبرسوله مؤمنين، فكان من المُحال أن يَدَّعِي الكفار أن لهم شهداء من المؤمنين، فأمّا أهل النفاق والكفر فلا شَكَّ أنهم لو دُعُوا إلى تحقيق الباطل وإبطال الحق لسارعوا إليه مع كفرهم، فمن أيِّ الفريقين كانت تكون شهداؤهم لو ادَّعَوْا أنهم قد أتوا بسورة من مثل القرآن؟ ولكن ذلك كما قال الله: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإنْسُ والجِنُّ عَلى أنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذا القُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ولَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: ٨٨]».
وانتَقَد قولَ مجاهد أيضًا ابنُ عطية (١/ ١٤٧)، ولم يذكر لذلك مُسْتَنَدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>