٢٥٥٥٩ - عن عبد الله بن عباس، قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يوم قاعدًا، وتلا هذه الآية:{ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون}. ثم قال:«والَّذي نفسُ محمد بيده، ما من نفس تُفارِقُ الدنيا حتى تَرى مقعدَها من الجنة والنار». ثم قال: «إذا كان عندَ ذلك صَفَّ سِماطان (٤) من الملائكة نُظِموا ما بين الخافِقَين، كأنّ وجوههم الشمس، فينظُرُ إليهم ما يَرى غيرَهم، وإن كنتم ترَون أنّه ينظُرُ إليكم، مع كلِّ مَلَك منهم أكفان وحَنُوط، فإذا كان مؤمنًا بشَّرُوه بالجنة، وقالوا: اخْرُجي أيتها النفس الطيبة إلى رضوان الله وجنَّتِه، فقد أعدَّ الله لكِ من الكرامة ما هو خير لك من الدنيا وما فيها. فما يزالون يُبَشِّرُونه، ويحُفُّون به، فلَهم ألطفُ وأرأفُ من الوالدة بولدها، ويَسُلُّون رُوحَه من تحت كلِّ ظُفُر ومَفْصِل، ويموتُ الأولَ فالأول، ويبرُدُ كلُّ عضو الأول فالأول، ويُهَوَّنُ عليه، وإن كنتم ترَونه شديدًا، حتى تبلُغَ ذَقَنَه، فلَهو أشدُّ كراهةً للخروج حينئذ من الولد حينَ يخرُجُ من الرَّحِم، فيبتدِرُها كلُّ مَلَك منهم أيُّهم يقبِضُها، فيتولّى قبضَها ملك الموت». ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون}
[٢٣٤٦] وجَّه ابنُ جرير (٩/ ٤٠٨) قول ابن عباس، فقال: «فكأنّ ابنُ عباسٍ في تأويله هذا على ما تأوَّله يُوَجِّه معنى قول قائل: {سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أنْزَلَ اللَّهُ} إلى: سأُنْزِلُ مثل ما قال الله من الشعر».