للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٩٥٥٨ - قال مقاتل بن سليمان: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ} بنفسك ودابَّتك تطرده {يَلْهَثْ أوْ تَتْرُكْهُ} فلا تحمل عليه شيء {يَلْهَثْ} إذا أصابه الحرُّ. فهذا مَثَلُ الكافرِ؛ إن وعظته فهو ضالٌّ، وإن تركتَه فهو ضالٌّ، مَثَل بَلْعام والكفار، يعني: كفار مكة {مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا} يعني: القرآن (١) [٢٦٨٨]. (ز)

٢٩٥٥٩ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج- في قوله: {إن تحمل عليه يلهث}، قال: الكلب منقطِعُ الفؤاد، لا فؤادَ له، مِثلُ الذي يَتْرُكُ الهدى لا فؤادَ له، إنّما فؤادُه منقطِعٌ، كان ضالًّا قبلُ وبعد (٢) [٢٦٨٩]. (٦/ ٦٧٩)

{فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (١٧٦)}

٢٩٥٦٠ - عن سالم أبي النضر -من طريق محمد بن إسحاق- {فاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}، يعني: بني إسرائيل، إذ قد جئتَهم بخبرِ ما كان فيهم مما يُخْفُون عليك، {لعلهم يتفكرون} فيعرفون أنّه لم يأتِ بهذا الخبرِ عمّا مضى فيهم إلا نبيٌّ يأتيه خبر السماء (٣). (ز)


[٢٦٨٨] اختلف أهل التفسير في السبب الذي من أجله جعل الله مثله كمثل الكلب؛ فقال بعضهم: مثَّله به لتركه العمل بآيات الله سواء وُعِظ أم لم يوعظ. وقال آخرون: إنّما مَثَّله بالكلب لأنّه كان يلهث كما يلهث الكلب.
ورجَّح ابنُ جرير (١٠/ ٥٨٨) القولَ الأول مستندًا إلى ظاهر الآية، وانتقد الثاني الذي قاله السدي لمخالفته الواقع، فقال: «لدلالة قوله تعالى: {ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا}، فجعل ذلك مثل المكذبين بآياته. وقد علمنا أنّ اللِهاث ليس في خِلْقة كلِّ مكذب كُتِب عليه ترك الإنابة من تكذيب بآيات الله، وإن ذلك إنما هو مَثَلٌ ضربه الله لهم، فكان معلومًا بذلك أنّه لِلَّذي وصف اللهُ صفته في هذه الآية -كما هو لسائر المكذبين بآيات الله- مَثَلٌ».
[٢٦٨٩] علَّق ابنُ القيم (١/ ٤٢٦) على قول ابن جريج بقوله: «قلتُ: مراده بانقطاع فؤاده: أنه ليس له فؤاد يحمله على الصبر، وترك اللهث».

<<  <  ج: ص:  >  >>