الحمد للَّه الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على عبد اللَّه ورسوله محمد خير الهداة، ورضي اللَّه عن أصحابه البررة الثقات، وعمن تبعهم بإحسان، وسلك سبيلهم؛ سبيل السعادة والنجاة، أما بعد:
فها هي المعلمة الكبرى في تفسير السلف "موسوعة التفسير المأثور" تخرج للنور؛ بعد أن أثمرت وأينعت واستوت على سوقها، فللَّه الحمد والفضل، وله الثناء والشكر {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس: ٥٨].
وقد اشتملت هذه الموسوعة المباركة على كل ما أسند إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، والصحابة -رضي اللَّه عنهم-، والتابعين، وأتباع التابعين، رحمهم اللَّه؛ في تفسير القرآن العظيم؛ مرتبًا حسب موضوعه الدقيق ثم حسب تواريخ وفياتهم، مع تعليقات نخبة من الراسخين في العلم، وصفوة من المحققين في التفسير؛ على آثارهم؛ توضيحًا وتوجيهًا، وقد استغرق تصنيفها عشر سنين دأبًا (١٤٢٧ - ١٤٣٧ هـ) في جردٍ لمئات الكتب في التفسير والحديث والعقيدة والفقه وغيرها؛ استخراجًا وجمعًا لبيان معاني القرآن الكريم الوارد عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وصحابته وتابعيهم وتابعي تابعيهم.
فجزى اللَّه خيرًا كل من أسهم في إنجاز هذا المشروع العلمي الذي ظل حلمًا لنا وللباحثين في الدراسات القرآنية أكثر من عشر سنوات، وإني لأنتهز هذه المناسبة لأتقدم بالشكر الجزيل لكافة الفريق العلمي والإداري الذي عمل على إنجاز هذه الموسوعة، وأخص بالذكر فضيلة المشرف العلمي على هذه الموسوعة أ. د. مساعد بن سليمان الطيار، والأمين العام السابق للموسوعة د. سالم بن صالح العماري، والأمين العام الحالي للموسوعة د. بلقاسم بن ذاكر الزبيدي مدير مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بالمعهد، والمدير العلمي للموسوعة د. خالد بن يوسف الواصل، والعاملين