للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٢١٥٢ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال - عز وجل -: {إنه كان فريق من عبادي} المؤمنين {يقولون ربنا آمنا} يعني: صدَّقنا بالتوحيد؛ {فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين} (١). (ز)

٥٢١٥٣ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {إنه كان فريق من عبادي} يعني: المؤمنين {يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين} أفضل مَن رَحِم، وقد جعل الله الرحمة في قلب من يشاء، وذلك مِن رحمة الله وهو أرحم من خلقه. عن الصلت بن دينار، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي قال: إنّ الله خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة، كل رحمة منها طِباقها السموات والأرض، فأنزل منها رحمةً واحدة فبها تتراحم الخليقة، حتى ترحم البهيمة بهيمتها، والوالدة ولدها، حتى إذا كان يوم القيامة جاء بتلك التسع والتسعين الرحمة، ونزع تلك الرحمة من قلوب الخليقة فكملها مائة رحمة، ثم نصبها بينه وبين خلقه. فالخائب مَن خُيِّب مِن تلك المائة الرحمة (٢). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٥٢١٥٤ - عن أبي عمران [الجوني] (٣) -من طريق جعفر بن سليمان- أنّه قال: إنّ الله لم ينظر إلى شيء قطُّ إلا رَحِمَه، ولو نظر إلى أهل النار لَرَحِمَهم، ولكن لا ينظر إليهم (٤). (ز)

{فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا}

[قراءات الآية، وتفسيرها]

٥٢١٥٥ - قال مقاتل بن سليمان: {فاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا}، وذلك أنّ رؤوس كفار قريش المستهزئين: أبا جهل، وعتبة، والوليد، وأمية، ونحوهم؛ اتَّخذوا فقراءَ أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - سخريًّا يستهزءون بهم، ويضحكون مِن خبّاب، وعمّار، وبلال، وسالم مولى أبي حذيفة، ونحوهم مِن فقراء العرب، فازْدَرَوْهم (٥). (ز)


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ١٦٧.
(٢) تفسير يحيى بن سلّام ١/ ٤١٨.
(٣) في مطبوعة المصدر (تفسير ابن أبي حاتم): الجندي، وهو خطأ؛ لأنّ جعفر بن سليمان إنما يروي عن أبي عمران الجوني.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٥٠٩ (١٤٠٥٢).
(٥) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ١٦٧.
و {سِخْرِيًّا} بكسر السين قراءة متواترة، قرأ بها ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وابن عامر، ويعقوب، وقرأ بقية العشرة: «سُخْرِيًّا» بضم السين. انظر: النشر ٢/ ٣٢٩، والإتحاف ص ٤٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>