للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير السورة]

بسم الله الرحمن الرحيم

{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١)}

٧٥٥١٥ - قال مقاتل بن سليمان: {سَبَّحَ لِلَّهِ ما في السَّماواتِ} يعني: ذكر الله الملائكة وغيرهم والشمس والقمر والنجوم، {و} ما في {الأَرْضِ} من الجبال، والبحار، والأنهار، والأشجار، والدوابّ، والطير، والنبات، وما بينهما يعني: الرياح، والسحاب، وكلّ خَلْقٍ فيهما، ولكن لا تفقهون تسبيحهنّ، {وهُوَ العَزِيزُ} في مُلكه، {الحَكِيمُ} في أمره (١) [٦٤٧٣]. (ز)

{لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢)}

٧٥٥١٦ - قال مقاتل بن سليمان: {لَهُ مُلْكُ} يعني: له ما في {السَّماواتِ والأَرْضِ يُحْيِي} الموتى، {ويُمِيتُ} الأحياء، {وهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ} مِن حياة وموت {قَدِيرٌ} (٢). (ز)


[٦٤٧٣] ذكر ابنُ عطية (٨/ ٢١٧) أنه اختُلف هل هذا التسبيح حقيقة أو مجاز على معنى أن أثر الصنعة فيها تنبه الرائي على التسبيح؟ ونقل عن الزّجّاج وغيره أنهم قالوا: إن القول بالحقيقة أحسن. ثم علَّق بقوله: «وهذا كله في الجمادات، وأما ما يمكن التسبيح منه فقول واحد: إنّ تسبيحهم حقيقة». ونقل عن قوم من المفسرين أنّ التسبيح في هذه السورة: الصلاة. وانتقده بقوله: «وهذا قول متكلّف». ثم وجَّهه (٨/ ٢١٧ - ٢١٨) بقوله: "فأما فيمن يمكن منه ذلك فسائغ، وعلى أنّ سجود ظلال الكفار هي صلاتهم، وأما في الجمادات فيقلق، وذلك أنّ خضوعها وخشوع هيئاتها قد يُسمّى في اللغة: سجودًا؛ تجوزًا واستعارة، كما قال الشاعر:
ترى الأَكم فيها سُجّدًا للحوافر
ويبعد أن تُسمّى تلك صلاة إلا على تحامل".

<<  <  ج: ص:  >  >>