للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

و"القارعة"، وأتردد وأتفكر، أحب إلَيّ من أن أهذَّ القرآن ليلتي هذًّا، أو قال: أنثره نثرًا" (١).

وقد بلغت آثاره في الموسوعة (٤١٩) أثرًا تفسيريًّا، وهو بهذا أكثر تابعي أهل المدينة تفسيرًا بحسب ما جاء في الموسوعة، لكنه عدد قليل نسبيًّا مقارنة بغيره من كبار مفسري التابعين، وبما عُرف عنه من علمه بالقرآن، ولعل من أبرز أسباب قِلَّتها ما يلي:

١ - شدة ورعه، لذا لم يشتهر عنه التصدر لإلقاء التفسير. وإنما كان أكثر ما يقص ويعظ في المسجد، وكان معه قوم أمثاله يجلسون يتذاكرون القرآن. قال محمد بن فضيل البزاز: "كان لمحمد بنِ كعب جلساء كانوا من أعلم الناس بتفسير القرآن، وكانوا مجتمعين في مسجد الرَّبَذَة، فأصابتهم زلزلة، فسقط عليهم المسجد، فماتوا جميعًا تحته" (٢).

٢ - ما عرف عن أقرانه التابعين المدنيين من تهيُّب الخوض في التفسير (٣)؛ ربما كان لذلك أثر عليه في عدم توسعه في التفسير في ذلك الوسط العلمي.

٣ - إقامته في المدينة النبوية، مهد السنن والآثار، وهو مجتمع علمي متين ورث الآثار والرواية، أغناهم ذلك عن الاجتهاد والرأي، ولا يحتاج كثير منهم إلى السؤال عن النوازل والحوادث مقارنة بالأمصار المفتوحة كالبصرة والكوفة التي احتاج أهلها إلى التعلم خصوصًا أن أكثرهم من غير العرب.

٤ - قلة تلاميذه: فلم تذكر المصادر إلا القليل من طلابه، وأكثرهم غير مشهور في التفسير.

٥ - سفيان الثوري (ت: ١٦١ هـ) (٤)

سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد اللَّه الكوفي، من كبار أتباع التابعين، ولد بالكوفة عام ٩٧ هـ، وتوفي بالبصرة عام ١٦١ هـ.


(١) تاريخ الإسلام ٣/ ١٦٢.
(٢) تاريخ الإسلام ٣/ ١٦٢.
(٣) فعن عبيد اللَّه بن عمر، قال: "لقد أدركت فقهاء المدينة، وإنهم ليعظمون القول في التفسير، منهم سالم بن عبد اللَّه، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع". تاريخ الإسلام ٣/ ١٦٢.
(٤) ينظر في ترجمته: تهذيب الكمال ١١/ ١٥٣، سير أعلام النبلاء ٧/ ٢٢٩. تاريخ الإسلام ٣/ ١٦٢، مقدمة تحقيق تفسير سفيان الثوري، تفسير أتباع التابعين ص ١٢٤ - ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>