للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن مريم - صلى الله عليه وسلم -! فبَكَوْا، وصدَّقوا بالله - عز وجل - ورسلِه (١) [٢١٥٢]. (ز)

[تفسير الآيتين]

{وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى}

٢٣١٩٧ - قال مقاتل بن سليمان: {ولَتَجِدَنَّ أقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً} وليس يعني: في الحب، ولكن يعني: في سرعة الإجابة للإيمان، {لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إنّا نَصارى} وكانوا في قرية تُسَمّى: ناصرة (٢). (ز)

{ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (٨٢)}

٢٣١٩٨ - عن الحسن البصري -من طريق البراء بن يزيد- في قوله: {قسيسين}، قال: علماؤهم (٣). (٥/ ٤١٨)

٢٣١٩٩ - قال مقاتل بن سليمان: {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنهُمْ قِسِّيسِينَ ورُهْبانًا} يعني: مُتَعَبِّدين؛ أصحاب الصوامع، {وأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} يعني: لا يتكبرون عن الإيمان (٤). (ز)

٢٣٢٠٠ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال:


[٢١٥٢] أفادت الآثارُ اختلافَ المفسرين في نزول قوله تعالى: {ولَتَجِدَنَّ أقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً} إلى قوله: {مَعَ الشّاهِدِينَ}.
ورجّح ابنُ جرير (٨/ ٥٩٧) مستندًا إلى ظاهر القرآن صِحَّةَ كلا القَولين، وعدم القطع بتخصيص قوم دون قوم، فقال: «والصوابُ في ذلك مِن القول عندي: أنّ الله -تعالى ذِكْرُه- وصَفَ صِفَةَ قومٍ قالوا: إنّا نصارى. أنّ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - يجدهم أقربَ الناس وِدادًا لأهل الإيمان بالله ورسوله، ولم يُسَمِّ لنا أسماءَهم، وقد يجوز أن يكون أُريد بذلك أصحاب النجاشيِّ، ويجوز أن يكون أُريد به قومٌ كانوا على شريعة عيسى فأدركهم الإسلام، فأسلموا لَمّا سمعوا القرآن وعرفوا أنّه الحق، ولم يستكبروا عنه».

<<  <  ج: ص:  >  >>