للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٧٩٩٩ - قال محمد بن السائب الكلبي: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه} هذا مَثَلٌ ضربه الله للمؤمن والمنافق؛ البلد الطيب مثل المؤمن يعمل ما عمِل من شيء ابتغاء وجه الله، {والذي خبث} مثل المنافق لا يُعْطِي شيئًا، ولا يعمله {إلا نكدا} أي: ليست له فيه حُسْبَة، {كذلك نصرف الآيات} نُبَيِّنها {لقوم يشكرون} يؤمنون (١). (ز)

٢٨٠٠٠ - قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ ضَرَب مثلًا للمؤمنين والكُفّار، فقال: {والبلد الطيب} يعني: الأرض العذبة إذا مطرت {يخرج نباته بإذن ربه} فينتفع به، كما ينفع المطرُ البلدَ الطيب فينبت، ثُمَّ ذكر مثل الكافر، فقال: {والذي خبث} من البلد، يعني: من الأرض السبخة، أصابها المطر فلم ينبت {لا يخرج إلا نكدا} يعني: إلا عَسِرًا رقيقًا، يَبِسَ مكانه فلم ينتفع به، فهكذا الكافر، يسمع الإيمان، ولا ينطق به، ولا ينفعه، كما لا ينفع هذا النباتُ الذي يخرج رقيقًا فييبس مكانه، {كذلك} يعني: هكذا {نصرف الآيات} في أمور شتّى لِما ذكره في هاتين الآيتين {لقوم يشكرون} يعني: يُوَحِّدون ربهم (٢). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٢٨٠٠١ - عن أبي موسى، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمَثَل الغيث الكثير أصابَ أرضًا؛ فكانت منها نَقِيَّةٌ قبِلت الماء، فأنبتَتِ الكلأَ والعُشْب الكثير، وكانت منها أجادبُ أمسكَتِ الماء، فنفَعَ الله بها الناس، فشَرِبُوا، وسَقَوْا، وزَرَعُوا، وأصابَ منها طائفة أُخرى؛ إنّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً، ولا تُنبِتُ كَلَأً، فذلك مَثَلُ مَن فقِهَ في دين الله ونفَعه ما بعَثِني اللهُ به فعلِمَ وعلَّم، ومَثلُ مَن لم يَرفَعْ بذلك رَأْسًا، ولم يَقْبَلْ هُدى الله الذي أُرسِلتُ به» (٣). (٦/ ٤٣٥)

٢٨٠٠٢ - قال أبو عبد الرحمن الحبلي -من طريق زهرة بن معبد القرشي- يقول: الصلاة شكر، والصيام شكر، وكلُّ خير تفعله لله شكر، وأفضلُ الشكرِ الحمدُ (٤). (ز)


(١) ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/ ١٢٨ - .
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٤٣.
(٣) أخرجه البخاري ١/ ٢٧ (٧٩) واللفظ له، ومسلم ٤/ ١٧٨٧ (٢٢٨٢).
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم ٥/ ١٥٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>