وعلَّقَ ابنُ جرير (١٥/ ٧٩ بتصرف) على الوجه الثاني بقوله: «كأنهم ذهبوا بتخفيفهم الأولى إلى معنى: حتى تفجر لنا من الأرض ماء مرة واحدة، وبتشديدهم الثانية إلى أنها تفجير في أماكن شتى مرة بعد أخرى؛ إذ كان ذلك تفجيرَ أنهارٍ لا نهرٍ واحدٍ». ثم بين صحّة الوجهين، مع ميله إلى الوجه الثاني، فقال (١٥/ ٧٩): «والتخفيف في الأولى، والتشديد في الثانية -على ما ذكرت من قراءة الكوفيين- أعجبُ إلَيَّ؛ لما ذكرت من افتراق معنييهما، وإن لم تكن الأخرى مدفوعة صحتها». وعَلَّق ابنُ عطية (٥/ ٥٤٣) على القراءتين، فقال: «في القرآن {فانفجرت} [البقرة: ٦٠]، و» انفَجَرَ «مطاوع» فَجَرَ «، فهذا مما يقوِّي القراءة الثانية [{تَفْجُرَ}]، وأما الأولى [«تُفَجِّرَ»] فتقتضي المبالغة في التفجير».