وجَمَع ابنُ جرير (٣/ ٦٠٠) بين الأقوال باندراجها تحت عموم الآية، فقال: «والصواب من القول في ذلك عندي أن يُقال: إنّ الله -جَلَّ ثناؤه- أمَر الذين آمنوا بالدخول في العمل بشرائع الإسلام كلها، وقد يدخل في الذين آمنوا المُصَدِّقُون بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وبما جاء به، والمصدقون بمَن قبله من الأنبياء والرسل وما جاءوا به، وقد دعا الله - عز وجل - كِلا الفريقين إلى العمل بشرائع الإسلام وحدوده، والمحافظة على فرائضه التي فرضها، ونهاهم عن تضييع شيء من ذلك؛ فالآية عامَّةٌ لِكُلِّ مَن شَمِلَه اسمُ الإيمان، فلا وجه لخصوص بعض بها دون بعض». وكذا ذكر ابنُ تيمية (١/ ٤٨٧) أنّه لا منافاة بين الأقوال؛ إذ الجميع مأمورون بما في الآية.