للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أهْلَكَ عادًا الأُولى}، قال: يُقال: هي مِن أول الأمم (١) [٦٣٠٠]. (ز)

{وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (٥٢)}

٧٣٦٠٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {وقَوْمَ نُوحٍ مِن قَبْلُ إنَّهُمْ كانُوا هُمْ أظْلَمَ وأَطْغى}، قال: لم يكن قبيلٌ مِن الناس هم أظلم وأطغى مِن قوم نوح، دعاهم نوحٌ ألفَ سنة إلا خمسين عامًا، كلّما هلك قرنٌ ونشأ قرنٌ دعاهم، حتى لقد ذُكِر لنا: أنّ الرجل كان يأخذ بيد أخيه أو ابنه فيمشي به إليه، فيقول: يا بُني، إنّ أبي قد مشى بي إلى هذا، وأنا مثلك يومئذ. تَتابُعًا في الضلالة، وتكذيبًا بأمر الله (٢). (١٤/ ٥٥)

٧٣٦١٠ - قال مقاتل بن سليمان: {وقَوْمَ نُوحٍ} بالغرق {مِن قَبْلُ} هلاك عاد وثمود؛ {إنَّهُمْ كانُوا هُمْ أظْلَمَ وأَطْغى} من عاد وثمود، وذلك أنّ نوحًا دعا قومَه ألف سنة إلا خمسين عامًا، فلم يُجيبوه، حتى إنّ الرجل منهم كان يأخذ بيد ابنِه، فينطلِق به إلى نوحٍ - عليه السلام -، فيقول له: احذر هذا؛ فإنه كذّاب، فإنّ أبي قد مشى بي إلى هذا وأنا مثلك، فحذّرني منه؛ فاحذره. فيموت الكبير على الكفر، وينشأ الصغير على وصيّة أبيه، فنشأ قرنٌ بعد قرنٍ على الكفر {هُمْ أظْلَمَ وأَطْغى}، فبقي مِن نسلهم بعد عاد أهل السواد، وأهل الجزيرة، وأهل العال، فمِن ثَمَّ قال: {عادًا الأُولى} (٣). (ز)


[٦٣٠٠] وجَّه ابنُ عطية (٨/ ١٢٩) قول ابن زيد بقوله: «فهي أُولى بالإضافة إلى الأمم المتأخرة». ثم ذكر قول ابن جرير: «سُميت أولى؛ لأن ثَمَّ عادًا أخيرة -وهي قبيلة- كانت بمكة مع العماليق، وهم بنو لُقَيم بن هزّال». ثم رجَّح قول ابن زيد.
وانتقد قول ابن جرير قائلًا: «والقول الأول أبْيَن؛ لأن هذا الأخير لم يصح». ثم ذكر عن المبرد -نقلًا عن الزهراوي-: «عاد الأخيرة هي ثمود». واستشهد ببيتٍ من الشعر، ثم نقل قولًا أن «الأخيرة: الجبّارون».

<<  <  ج: ص:  >  >>