للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كما جزاهم بالذي عَملوا (١) [٦٩٩٦]. (ز)

{رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (٣٧)}

٨١٠٤٦ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {لا يَمْلِكُونَ مِنهُ خِطابًا}، قال: كلامًا (٢). (١٥/ ٢١٠)

٨١٠٤٧ - قال الحسن البصري: {وما بَيْنَهُما الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنهُ خِطابًا} لا يَستطيعون مُخاطبته، كقوله: {يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إلّا بِإذْنِهِ} [هود: ١٠٥] (٣). (ز)

٨١٠٤٨ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {لا يَمْلِكُونَ مِنهُ خِطابًا}، قال: كلامًا (٤). (١٥/ ٢١٠)

٨١٠٤٩ - قال محمد بن السّائِب الكلبي: {لا يَمْلِكُونَ مِنهُ خِطابًا} شفاعة إلّا بإذنه (٥). (ز)

٨١٠٥٠ - قال مقاتل: {لا يَمْلِكُونَ مِنهُ خِطابًا} لا يَقدِر الخَلْق على أن يُكلِّموا الرّبَّ إلا بإذنه (٦) [٦٩٩٧]. (ز)


[٦٩٩٦] ذكر ابنُ عطية (٨/ ٥٢٢) أنّ جمهور المفسرين واللغويين ذكروا أنّ قوله: {حسابا} معناه: «محسبًا، أي: كافيًا من قولهم: أحسبني هذا الأمر، أي: كفاني، ومنه: حسبي الله». ثم ذكر عن مجاهد أنّ {حسابا} معناه: «مُقسَّطًا على الأعمال». ثم علّق بقوله: «لأنّ نفس دخول الجنة برحمة الله وتَفضُّله لا بعمل، والدرجات فيها والنِّعم على قدْر الأعمال، فإذا ضاعف الله لقوم حسناتهم بسبعمائة مثلًا، ومنهم المُكثر من الأعمال والمُقلّ؛ أخذ كلّ واحد سبعمائة بحسب عمله، وكذلك في كلّ تضعيف، فالحساب هنا هو بموازنة أعمال القوم».
[٦٩٩٧] رجّح ابنُ تيمية (٦/ ٤٥٤) -مستندًا إلى النظائر، والسنة- أنّ قوله: {لا يملكون منه خطابا} عام في جميع الخَلْق، فقال: «والصحيح: قول الجمهور والسلف أنّ هذا عام، كما قال في آية أخرى: {وخَشَعَت الأَصْواتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إلّا هَمْسًا} [طه: ١٠٨]، وفي حديث التَّجلّي الذي في الصحيح لمّا ذكر مرورهم على الصراط قال - صلى الله عليه وسلم -: «ولا يَتكلّم أحد إلا الرُّسُل، ودعوى الرُّسُل: اللهم، سَلِّمْ سَلِّمْ». فهذا في وقت المرور على الصراط، وهو بعد الحساب والميزان، فكيف بما قبل ذلك؟!».

<<  <  ج: ص:  >  >>