للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}. وإنما كانت عبادتُهم الشيطانَ أنهم أطاعوه في دينهم، فمِنهم مَن أمرهم فاتخذوا أوثانًا أو شمسًا أو قمرًا أو بشرًا أو ملكًا يسجدون له مِن دون الله، ولم يظهر الشيطانُ لأحد منهم فيتعبد له، أو يسجد له، ولكنهم أطاعوه فاتخذوها آلهة مِن دون الله، فلمّا جُمعوا جميعًا يوم القيامة في النار قال لهم الشيطان: {إني كفرت بما أشركتمون من قبل} [إبراهيم: ٢٢] (١). (ز)

٦٤٨٦٠ - عن مكحول الشامي، في قوله: {أنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ}، قال: إنّما عبادتُه طاعتُه (٢). (١٢/ ٣٦٥)

٦٤٨٦١ - عن إسماعيل السُدِّيّ، قال: {ألَمْ أعْهَدْ إلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ}: يعني: ألا تطيعوا الشيطان في الشرك (٣). (ز)

٦٤٨٦٢ - قال مقاتل بن سليمان: {ألَمْ أعْهَدْ إلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ} في الدنيا {أنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ} يعني: إبليس وحده، ولا تطيعوه في الشرك؛ {إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} بيِّن العداوة (٤). (ز)

٦٤٨٦٣ - قال يحيى بن سلّام: {إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} أنّهم عبدوا الأوثان بما وسوس إليهم الشيطان، فأمرهم بعبادتهم، فإنما عبدوا الشيطان (٥). (ز)

{وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١)}

٦٤٨٦٤ - قال مقاتل بن سليمان: {وأَنِ اعْبُدُونِي} يقول: وحِّدوني، {هَذا} التوحيد {هَذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ} دين الإسلام؛ لأنّ غير دين الإسلام ليس بمستقيم (٦). (ز)

٦٤٨٦٥ - قال يحيى بن سلّام: قال: {وأَنِ اعْبُدُونِي} لا تشركوا بي شيئًا، {هَذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ} دين مستقيم، والصراط: الطريق، مستقيم على الجنة (٧). (ز)


(١) أخرجه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة ١/ ٣٤٦ - ٣٤٧.
(٢) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٣) علقه يحيى بن سلام ٢/ ٨١٦.
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٥٨٣.
(٥) تفسير يحيى بن سلام ٢/ ٨١٦.
(٦) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٥٨٣.
(٧) تفسير يحيى بن سلام ٢/ ٨١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>