للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بينهم، فكان ذلك يَغِيظ المؤمنين ويكْبُر عليهم؛ فأنزل الله في ذلك: {إنَّما النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ} الآية (١). (١٤/ ٣٢٠)

٧٥٩٧٦ - قال محمد بن السّائِب الكلبي: {إنَّما النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ} الآية، أنّ المنافقين كانوا إذا غزا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أو بعث سَرِيَّةً يتغامزون بالرجل إذا رَأوه، وعلِموا أنّ له حميمًا في الغزو، فيتَناجَون وينظرون إليه، فيقول الرجل: ما هذا إلا شيءٌ قد بلغهم مِن حميمي، فلا يزال مِن ذلك في غَمٍّ وحُزن، حتى يَقدم حَميمه؛ فأنزل الله هذه الآية (٢). (ز)

٧٥٩٧٧ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قول الله - عز وجل -: {إنَّما النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ولَيْسَ بِضارِّهِمْ شيئًا إلّا بِإذْنِ اللَّهِ}، قال: كان الرجل يأتي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يسأله الحاجة ليُري الناس أنّه قد ناجى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لا يَمنع ذلك من أحد. قال: والأرض يومئذ حربٌ على أهل هذا البلد، وكان إبليس يأتي القوم، فيقول لهم: إنما يَتَناجَون في أمور قد حضَرت، وجموع قد جُمعت لكم، وأشياء. فقال الله: {إنَّما النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} إلى آخر الآية (٣). (ز)

[تفسير الآية]

٧٥٩٧٨ - عن عطية العَوفيّ -من طريق يحيى بن داود البَلخي- أنّه سُئِل عن الرّؤيا. فقال: الرّؤيا على ثلاث منازل: فمنها وسوسة الشيطان، فذلك قوله: {إنَّما النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ}، ومنها ما يُحَدِّث نفسه بالنهار فيراه من الليل، ومنها كالأخذ باليد (٤). (ز)

٧٥٩٧٩ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: {إنَّما النَّجْوى} يعني: نجوى المنافقين {مِنَ} تزيين {الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ولَيْسَ بِضارِّهِمْ شيئًا إلّا بِإذْنِ اللَّهِ} يعني: إلا أن يأذن الله في ضُرِّه، {وعَلى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ} يعني: بالله فلْيَثِق


(١) أخرجه ابن جرير ٢٢/ ٤٧٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. كما أخرج نحوه عبد الرزاق ٢/ ٢٧٩ من طريق معمر.
(٢) ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/ ٣٦٠ - .
(٣) أخرجه ابن جرير ٢٢/ ٤٧٤ - ٤٧٥. وأورده الثعلبي ٩/ ٢٥٧ في نزول قوله تعالى: {ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى}.
(٤) أخرجه ابن جرير ٢٢/ ٤٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>