[٨٢٦] رَجَّحَ ابنُ جرير (٣/ ٧٦٢ - ٧٦٣ بتصرف) قولَ السدي مستندًا إلى السياق، فقال: «والذي هو أولى بتأويل الآية ما روينا عن السُّدِّيِّ؛ لأن الله -تعالى ذكره- عَقَّب قوله: {وقدموا لأنفسكم} بالأمر باتِّقائه في ركوب معاصيه، فكان الذي هو أولى بأن يكون الذي قبل التهديد على المعصية عامًّا الأمر بالطاعة عامًّا. فإن قال لنا قائل: وما وجه الأمر بالطاعة بقوله: {وقدموا لأنفسكم} من قوله: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}؟ قيل: إنّما عَنى به: وقدموا لأنفسكم من الخيرات التي ندبناكم إليها بقولنا: {يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين} [البقرة: ٢١٥] وما بعده من سائر ما سألوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأُجِيبُوا عنه مِمّا ذكره الله -تعالى ذكره- في هذه الآيات».