للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (٢٤)}

[نزول الآية وتفسيرها]

٧١٣٣٩ - عن عبد الله بن مُغفَّل -من طريق ثابت- قال: كُنّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن، وكان يقع مِن أغصان تلك الشجرة على ظهْر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعلي بن أبي طالب وسُهيل بن عمرو بين يديه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لِعَليٍّ: «اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم». فأخذ سُهيل بيده، قال: ما نعرف الرحمن ولا الرحيم، اكتب في قضيّتنا ما نعرف. قال: «اكتب: باسمك اللهم». وكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة. فأمسك سُهيل بيده، وقال: لقد ظلمناك إن كنتَ رسوله، اكتب في قضيّتنا ما نعرف. فقال: «اكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله». فبَيْنا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابًّا عليهم السلاح، فثاروا في وجوهنا، فدعا عليهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ الله بأسماعهم -ولفظ الحاكم: بأبصارهم-، فقمنا إليهم، فأخذناهم، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هل جئتم في عَهد أحد -أو هل جعل لكم أحد أمانًا-؟». فقالوا: لا. فخَلّى سبيلهم؛ فأنزل الله: {وهُوَ الَّذِي كَفَّ أيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} (١). (١٣/ ٥٠١)

٧١٣٤٠ - عن سَلَمة بن الأكْوع -من طريق ابنه إياس- قال: قَدمنا الحُدَيبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن أربع عشرة مائة، ثم إنّ المشركين مِن أهل مكة راسلونا في الصُّلح، فلمّا اصطلحنا واختلط بعضنا ببعض أتيتُ شجرةً، فاضطجعتُ في ظلها، فأتاني أربعةٌ مِن مشركي أهل مكة، فجعلوا يقعون في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأبغضتُهم، وتحوّلتُ إلى شجرة أخرى، فعلّقوا سلاحهم، واضطجعوا، فبينما هم كذلك إذ نادى منادٍ من أسفل الوادي: يا للمهاجرين، قُتِل ابن زنيم. فاخَترَطتُ سيفي، فاشتددتُ على أولئك الأربعة وهم رُقود، فأخذتُ سلاحهم، وجعلتُه في يدي، ثم قلتُ:


(١) أخرجه أحمد ٢٧/ ٣٥٤ - ٣٥٥ (١٦٨٠٠)، والنسائي في الكبرى ١٠/ ٢٦٥ (١١٤٤٧)، والحاكم ٢/ ٥٠٠ (٣٧١٦) بنحوه، وابن جرير ٢١/ ٢٨٨ - ٢٨٩.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين». وقال الهيثمي في المجمع ٦/ ١٤٥ (١٠١٨٢): «رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح».

<<  <  ج: ص:  >  >>