للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«سيُحالُ بيني وبينها». فلم تره، فقالت: يا أبا بكر، هجانا صاحبك. قال: واللهِ، ما ينطق بالشعر، ولا يقوله. فقالت: إنك لمُصَدَّقٌ. فاندفعت راجعة، فقال أبو بكر: يا رسول الله، ما رأتك! قال: «كان بيني وبينها مَلَكٌ يستُرُني بجَناحِه حتى ذهبت» (١). (٩/ ٣٦٨)

٤٣٢٢٢ - عن العباس بن محمد المِنقَرِيِّ، قال: قَدِم حسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المدينة حاجًّا، فاحتَجنا إلى أن نُوجِّهَ رسولًا، وكان في الخوف، فأبى الرسول أن يخرج، وخاف على نفسه من الطريق، فقال الحسين: أنا أكتب لك رقعة فيها حِرْز، لن يَضُرَّك شيء -إن شاء الله-. فكتب له رقعة، وجعلها الرسول في صُرَّتِه، فذهب الرسول، فلم يلبث أن جاء سالمًا، فقال: مررت بالأعراب يمينًا وشمالًا، فما هَيَّجَني منهم أحد. والحِرز عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، وإن هذا الحِرز كان الأنبياء يَتَحَرَّزُ به من الفراعنة: {بسم الله الرحمن الرحيم} {قال اخسئوا فيها ولا تُكلمون} [المؤمنون: ١٠٩]، {إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيًا} [مريم: ١٨]، أخَذتُ بسمع الله وبصره وقوته على أسماعكم وأبصاركم وقوتكم -يا معشر الجن، والإنس، والشياطين، والأعراب، والسباع، والهوام، واللصوص- مما يخاف ويحذَر فلان بن فلان، سترتُ بينه وبينكم بستر النبوة التي استتروا بها مِن سطوات الفراعنة، جبريل عن أيمانكم، وميكائيل عن شمائلكم، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - أمامكم، والله تعالى مِن فوقكم يمنعُكم من فلان بن فلان؛ في نفسه، وولده، وأهله، وشعره، وبشره، وماله، وما عليه، وما معه، وما تحته، وما فوقه: {وإذا قرأت القرءان جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابًا مستورًا* وجعلنا على قلوبهم أكنة} إلى قوله: {نفورًا}. وصلى الله على محمد وسلم كثيرًا (٢). (٩/ ٣٦٩ - ٣٧٠)

{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا}

٤٣٢٢٣ - قال مقاتل بن سليمان: ... قوله تعالى: {وجعلنا على قلوبهم أكنة} يعني: الغطاء على القلوب {أن يفقهوه} لِئَلّا يفقهوا القرآن، {وفي آذانهم وقرا} يعني:


(١) أخرجه البزار ١/ ٦٨ - ٦٩ (١٥)، ١/ ٢١٢ - ٢١٣، وأبو نعيم في دلائل النبوة ١/ ١٩٤ (١٤١).
قال البزار: «وهذا الحديث حسن الإسناد». وقال الهيثمي في المجمع ٧/ ١٤٤ (١١٥٢٩): «فيه عطاء بن السائب، وقد اختلط». وقال ابن حجر في الفتح ٨/ ٧٣٨: «بإسناد حسن».
(٢) أخرجه ابن عساكر ٣٨/ ٢٩٧ - ٢٩٨. وعزاه السيوطي إلى القاسم ابن عساكر في كتاب آيات الحرز.

<<  <  ج: ص:  >  >>