للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٢٢٢٥ - قال يحيى بن سلّام: مدنية (١) [٤٥٨٨]. (ز)

[تفسير السورة]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا}

[قراءات]

٥٢٢٢٦ - عن الأعمش: في قراءة عبد الله [بن مسعود]: (سُورَةٌ أنزَلْناها وفَرَضْنا لَكُمْ) (٢). (ز)

٥٢٢٢٧ - عن مجاهد بن جبر -من طريق حُمَيْد- أنّه كان يقرؤها: «وفَرَّضْناها»، يعني: بالتشديد (٣). (ز)

٥٢٢٢٨ - عن الحسن البصري -من طريق قتادة، وهارون- أنّه قرأ: {وفَرَضْناها} خفيفة (٤). (١٠/ ٦٣٣)

٥٢٢٢٩ - عن عبد الله بن عامر -من طريق يحيى بن الحارث- قال في قراءة أهل الشام: {سُورَةٌ أنزَلْناها وفَرَضْناها} خفيفة (٥). (ز)

٥٢٢٣٠ - قال يحيى بن سلّام: وهي تقرأ على وجهين: {وفَرَضْناها}، «وفَرَّضْناها»، على التخفيف والتثقيل (٦) [٤٥٨٩]. (ز)


[٤٥٨٨] نصَّ ابنُ عطية (٦/ ٣٢٩)، وابنُ كثير (١٠/ ١٥٩) على مَدَنِيَّة السورة، فقال ابنُ عطية: «هذه السورةُ كلُّها مدنية». وبنحوه قال ابنُ كثير.
[٤٥٨٩] اختلف القرّاء في قراءة قوله تعالى: {وفَرَضْناها}؛ فقرأها بعضهم بتشديد الراء، على معنى: وفصَّلناها ونزَّلنا فيها فرائضَ مختلفةً. وذكر ابنُ جرير (١٧/ ١٣٧) أنّ لهذه القراءة معنًى آخر تحتمله، وهو: «وفَرَّضْناها عليكم، وعلى مَن بعدَكم مِن الناس إلى قيام الساعة». وقرأها بعضهم بتخفيف الراء، على معنى: أوجَبْنا ما فيها من الأحكام عليكم، وألزمناكموه، وبيَّنا ذلك لكم.
وبيَّنَ ابنُ جرير (١٧/ ١٣٨) أنّ كلتا القراءتين صواب؛ لشهرتهما، وقراءة القراء بهما، فقال: «الصواب مِن القول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان، قد قرأ بكل واحدة منهما علماءٌ مِن القرأة، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، وذلك أن الله قد فصّلها، وأنزل فيها ضُروبًا من الأحكام، وأمر فيها ونهى، وفرض على عباده فيها فرائض، ففيها المعنيان كلاهما: التفريض، والفرض، فلذلك قلنا: بأية القراءتين قرأ القارئ فمصيب الصواب».

<<  <  ج: ص:  >  >>