للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (٨٩)}

[قراءات]

٥٨٠٣٠ - عن عاصم بن أبي النجود أنّه قرأ: {وهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} ينون {فَزَعٍ}، وينصب {يَوْمَئِذٍ} (١) [٤٩١٧]. (١١/ ٤١٩)

[تفسير الآية]

٥٨٠٣١ - عن أبي هريرة أنّه قال: حدَّثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «الشهداء هم أحياء عند ربهم يرزقون، وقاهم الله فزع ذلك، وآمَنَهم منه» (٢). (ز)


[٤٩١٧] اختلف القراء في قراءة قوله تعالى: {وهُمْ مِن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} على وجهين: الأول: بإضافة «فَزَعِ» إلى «اليوم»، هكذا: «فَزَعِ يَوْمِئِذٍ». والثاني: بالتنوين وترك الإضافة، هكذا {فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ}.

وبَيَنَ ابنُ جرير (١٨/ ١٤٤ - ١٤٥) أنّ كلتا القراءتين صواب، فقال: «الصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان مشهورتان في قرأَة الأمصار، متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب». ثم مالَ إلى قراءة الإضافة، مستندًا إلى اللغة، فقال: «غير أن الإضافة أعجبُ إليَّ؛ لأنه فزع معلوم. وإذا كان ذلك كذلك كان معرفة، على أن ذلك في سياق قوله: {ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله}، فإذا كان ذلك كذلك فمعلوم أنه عني بقوله: {وهم من فزع يومئذ آمنون} مِن الفزع الذي قد جرى ذِكْرُه قبله. وإذا كان ذلك كذلك كان لا شك أنه معرفة، وأن الإضافة إذا كان معرفة به أولى من ترك الإضافة. وأُخْرى أن ذلك إذا أضيف فهو أبين أنه خبر عن أمانه من كل أهوال ذلك اليوم منه إذا لم يضف ذلك، وذلك أنه إذا لم يضف كان الأغلب عليه أنه جعل الأمان من فزع بعض أهواله».

<<  <  ج: ص:  >  >>