للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: أين يضعون أموالهم؟ فنزلت: {يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير} الآية (١).

(٢/ ٥٠٢)

[تفسير الآية]

{يَسْأَلُونَكَ}

٧٥٠٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- قال: ما رأيتُ قومًا كانوا خيرًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قُبِض، كلُّهن في القرآن، منهن: {يسألونك عن الخمر والميسر} [البقرة: ٢١٩]، و {يسألونك عن الشهر الحرام} [البقرة: ٢١٧]، و {يسالونك عن اليتامى} [البقرة: ٢٢٠]، و {يسألونك عن المحيض} [البقرة: ٢٢٢]، و {يسألونك عن الأنفال} [الأنفال: ١]، و {يسألونك ماذا ينفقون}، ما كانوا يسألون إلا عمَّا كان ينفعهم. (٢) (٢/ ٥٠٣)

{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ}

٧٥٠٥ - عن مجاهد بن جبر: {يسألونك ماذا ينفقون}، قال: سألوه ما لهم في ذلك، {قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين} الآية (٣). (٢/ ٥٠٣)

٧٥٠٦ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- في قوله: {يسألونك ماذا ينفقون} الآية، قال: يوم نزلت هذه الآية لم يكن زكاة، وهي النفقة ينفقها الرجل على أهله، والصدقة يتصدَّق بها، فنسختها الزكاة (٤) [٧٧٩]. (٢/ ٥٠٢)


[٧٧٩] عَلَّق ابنُ جرير (٣/ ٦٤٣ بتصرف) فقال: «وهذا الذي قاله السدي قولٌ ممكنٌ أن يكون كما قال، وممكنٌ غيره». ثم انتقده مستندًا لعدم وجود ما يدل عليه، فقال: «ولا دلالة في الآية على صِحَّة ما قال؛ لأنه ممكن أن يكون قوله: {قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين} الآية حثًَّا من الله -جل ثناؤه- على الإنفاق على مَن كانت نفقته غير واجبة من الآباء، والأمهات، والأقرباء، ومَن سُمِّي معهم في هذه الآية، وتعريفًا من الله عباده مواضع الفضل التي تصرف فيها النفقات، كما قال في الآية الأخرى: {وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة} [البقرة: ١٧٧]».
وانتَقَدَه ابنُ كثير (٢/ ٢٨٣) أيضًا، فقال بعد ذكره: «وفيه نظر».
وذكر ابنُ عطية (١/ ٥١٦) أن المهدوي وهِم على السدي فنسب إليه أنه قال: إنّ الآية في الزكاة المفروضة، ثم نسخ منها الوالدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>