للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[آثار متعلقة بالآية]

٦٧٥١٣ - عن أبي هريرة، قال: خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على رَهْطٍ مِن أصحابه يضحكون ويتحدثون، فقال: «والذي نفسي بيده، لو تعلمون ما أعلمُ لضحكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا». ثم انصرف، وبكى القومُ، فأوحى الله إليه: يا محمد، لِمَ تُقنِّط عبادي؟ فرجع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وقال: «أبْشِروا، وسدِّدوا، وقارِبوا» (١). (١٢/ ٦٧٣)

٦٧٥١٤ - عن علي بن أبي طالب -من طريق يحيى- قال: إنّ الفقيه كلَّ الفقيه مَن لم يُقنِّط الناس مِن رحمة الله، ولم يُرَخِّص لهم في معاصي الله، ولم يُؤمِّنهم عذابَ الله، ولم يدع القرآنَ رغبة عنه إلى غيره، إنّه لا خير في عبادة لا عِلْمَ فيها، ولا عِلْمٍ لا فهْمَ فيه، ولا قِراءةٍ لا تدبُّرَ فيها (٢). (١٢/ ٦٧٩)

٦٧٥١٥ - عن عبيد بن عمير، عن عائشة، أنها قالت له: ألم أُحدَّث أنّك تجلس ويُجلَس إليك؟ قال: بلى. قالت: فإيّاك وإهلاكَ الناس وتقنيطَهم (٣). (١٢/ ٦٨٠)

٦٧٥١٦ - عن ضَمْضَمِ بن جَوْسٍ، قال: دخلتُ مسجدَ المدينة، فناداني شيخ، فقال: يا يماني، تعال. وما أعرفه، فقال: لا تقولن لرجل: واللهِ، لا يغفر الله لك أبدًا، ولا يُدخلك الله الجنة. قلتُ: ومَن أنت، يرحمك الله؟ قال: أبو هريرة. قال: فقلت: إنّ هذه الكلمة يقولُها أحدُنا لبعض أهله إذا غضب، أو لزوجته، أو لخادمه. قال: فإنِّي سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنّ رجلين كانا في بني إسرائيل متحابّين، أحدهما مجتهد في العبادة، والآخر يقول كأنه مذنب، فجعل يقول: أقْصِر أقْصِر عما أنت فيه. قال: فيقول: خلِّني وربي. قال: حتى وجده يومًا على ذنب استعظمه، فقال: أقْصِر. فقال: خلِّني وربي؛ أبُعِثْتَ عَلَيَّ رقيبًا؟ فقال: واللهِ، لا يغفر الله لك أبدًا، ولا يُدخلك الجنة أبدًا. قال: فبعث اللهُ إليهما مَلكًا، فقبض أرواحهما، فاجتمعا عنده، فقال للمذنب: ادخل الجنة برحمتي. وقال للآخر: أتستطيع أن تحظر على عبدي


(١) أخرجه ابن حبان ١/ ٣١٩ (١١٣)، ٢/ ٧٣ - ٧٤ (٣٥٨)، وبنحوه مختصرًا الحاكم ٤/ ٦٢٢.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة». وقال الألباني في الصحيحة ٧/ ٥٨٩ (٣١٩٤): «لا ينزل عن مرتبة الحسن؛ لما له من الشواهد المبثوثة في مختلف الأحاديث. وللشطر الأول من حديث الترجمة شواهد كثيرة، أصحّها حديث أنس بن مالك مرفوعًا به. أخرجه البخاري (٦٤٨٦)، ومسلم (٩٠١)».
(٢) أخرجه ابن الضريس (٦٩). وعزاه السيوطي إلى أبي القاسم بن بِشران في أماليه.
(٣) أخرجه عبد الرزاق (٢٠٥٦٠). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>