١٥٨٠٥ - قال الحسن البصري: أمرهم الله أن يدعوا بتكفير ما مضى من الذنوب والسيئات، والعصمة فيما بقي (١). (ز)
١٥٨٠٦ - عن محمد بن كعب القرظي -من طريق موسى بن عُبيدة- {سمعنا مناديا ينادي للإيمان}، قال: هو القرآن، ليس كل الناس سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢). [١٤٩٨](٤/ ١٨٤)
١٥٨٠٧ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في الآية، قال: سمعوا دعوة من الله، فأجابوها، وأحسنوا فيها، وصبروا عليها، ينبئكم الله عن مؤمن الإنس كيف قال، وعن مؤمن الجن كيف قال، فأمّا مؤمن الجن فقال:{إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا}[الجن: ١]، وأمّا مؤمن الإنس فقال:{ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار}(٣). (٤/ ١٨٤)
١٥٨٠٨ - قال مقاتل بن سليمان: قالوا: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} فهو محمد - صلى الله عليه وسلم - داعيًا يدعو إلى التصديق، {أن آمنوا بربكم} يعني: صَدِّقوا بتوحيد ربكم، {فآمنا} أي: فأجابه المؤمنون، فقالوا: ربنا آمنا، يعني: صَدَّقْنا، {ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا} يعني: امحُ عنا خطايانا، {وتوفنا مع الأبرار}
[١٤٩٨] رجَّح ابن جرير (٦/ ٣١٥) مستندًا إلى الدلالة العقلية والنظائر قول محمد بن كعب: أن المنادي هو القرآن، وقال: «لأن كثيرًا ممن وصفهم الله بهذه الصفة في هذه الآيات ليسوا ممن رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عاينه، فسمعوا دعاءه إلى الله تبارك وتعالى ونداءه، وهو نظير قوله -جل ثناؤه- مخبرًا عن الجن إذ سمعوا كلام الله يتلى عليهم أنهم قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد} [الجن: ١، ٢]».