للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النار وما هم بخارجين منها} [المائدة: ٣٧]. قال: فقال لي: إنك والله لا تسطو على شيء، إن للنار أهلًا لا يخرجون منها كما قال الله. قال: قلت: يا أبا سعيد: فيم دخلوا؟ وبم خرجوا؟ قال: كانوا أصابوا ذنوبًا في الدنيا، فأخذهم الله بها، فأدخلهم بها، ثم أخرجهم بما يعلم في قلوبهم من الإيمان والتصديق به (١). (ز)

١٥٨٠٢ - عن قتادة بن دعامة -من طريق أبي هلال-: أي: من تخلد في النار فقد أخزيته (٢). (ز)

١٥٨٠٣ - قال مقاتل بن سليمان: {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته} يعني: من خلدته في النار فقد أهنته، {وما للظالمين من أنصار} يعني: وما للمشركين من مانع يمنعهم من النار (٣). (ز)

١٥٨٠٤ - عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- قوله: {إنك من تدخل النار فقد أخزيته}، قال: هو من يُخَلَّدُ فيها (٤). [١٤٩٧] (ز)


[١٤٩٧] اختلف المفسرون في معنى الخزي في الآية، فخصه البعض بمن خُلِّد في النار، وجعله جابر عامًّا في كل دخول للنار حتى ولو لم يُخَلَّد صاحبه، ورجَّح ابن جرير (٦/ ٣١٣ - ٣١٤) مستندًا إلى دلالة العموم قول جابر: أن المقصود بقوله تعالى: {فقد أخزيته} كل من دخل النار حتى وإن أُخرج منها، فقال: «وأولى القولين بالصواب عندي قول جابر: إن من أدخل النار فقد أخزي بدخوله إياها، وإن أخرج منها، وذلك أن الخزي إنما هو هتك ستر المخزي وفضيحته، ومن عاقبه ربه في الآخرة على ذنوبه فقد فضحه بعقابه إياه، وذلك هو الخزي».وعلَّق ابن عطية (٢/ ٤٤٩) فقال: «أما إنه خزي دون خزي، وليس خزي من يخرج منها بفضيحة هادمة لقدره، وإنما الخزي التام للكفار». وقال (٢/ ٤٥٠) في تفسير قوله تعالى: {ولا تخزنا يوم القيامة} مستندًا إلى دلالة القرآن: «إشارة إلى قوله تعالى: {يوم لا يخزي الله النبي والذين ءامنوا معه} [التحريم: ٨] فهذا وعده تعالى، وهو دالٌّ على أن الخزي إنما هو مع الخلود».

<<  <  ج: ص:  >  >>