للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها} (١). (ز)

٤١٦٦ - عن عثمان بن عبد الرحمن، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام يُصَلِّي انتظر أمرَ الله في القِبْلة، وكان يفعل أشياء لم يؤمر بها ولم يُنْهَ عنها مِن فعل أهل الكتاب، فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلّي الظهر في مسجده قد صلّى ركعتين إذ نزل عليه جبريل، فأشار له أن صَلِّ إلى البيت، وصلّى جبريلُ إلى البيت، وأنزل الله: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون}. قال: فقال المنافقون: حنَّ محمدٌ إلى أرضه وقومه. وقال المشركون: أراد محمدٌ أن يجعلنا له قِبْلة ويجعلنا له وسيلة، وعرف أنّ ديننا أهدى من دينه. وقال اليهود للمؤمنين: ما صرفكم إلى مكة وترَّكَكم القِبْلة؛ قِبْلة موسى ويعقوب والأنبياء؟ واللهِ، إنْ أنتم إلّا تُفْتَنون. وقال المؤمنون: لقد ذهب مِنّا قومٌ ماتوا ما ندري أكُنّا نحن وهم على قِبْلة أو لا؟ قال: فأنزل الله - عز وجل - في ذلك: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها} إلى قوله: {إن الله بالناس لرؤوف رحيم} (٢). (٢/ ١٣)

٤١٦٧ - عن يحيى بن سلام أنّه قال: نزلت هذه الآية بعد ما صُرِف النبي - عليه السلام - إلى الكعبة، فهي قبلها في التَّأْلِيف، وهي بعدها في التنزيل، وذلك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَمّا حوَّله الله - عز وجل - إلى الكعبة من بيت المقدس قال المشركون: يا محمد، رَغِبْتَ عن قِبْلة آبائك، ثم رجعت إليها، وأيضًا -واللهِ- لترجعن إلى دينهم. فأنزل الله: {سيقول السفهاء من الناس} الآية (٣).

[تفسير الآية]

{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ}

٤١٦٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- قال: اليهودُ (٤). (ز)

٤١٦٩ - عن البراء بن عازب -من طريق أبي إسحاق- في قوله تعالى: {سيقول


(١) أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ٢/ ١٣٨ - ١٣٩ (٢٧٩) مرسلًا، لكنه ثابت مرفوعًا في الصحيحين، كما تقدم قريبًا من حديث البراء.
(٢) عزاه السيوطي إلى الزبير بن بكار في أخبار المدينة.
(٣) تفسير ابن أبي زمنين ١/ ١٨٣.
(٤) أخرجه ابن جرير ٢/ ٦١٧. وعلَّقه ابن أبي حاتم ١/ ٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>