٧٢٩٢٩ - قال مقاتل بن سليمان: والويل لهم {يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} وذلك أنّ خزنة جهنم بعد الحساب يغلّون بأيدي الكفار إلى أعناقهم، ثم يجمعون نواصيهم إلى أقدامهم وراء ظهورهم، ثم يدفعونهم في جهنم دفعًا على وجوههم، إذا دَنَوا منها قالت لهم خزنتُها:{هذِهِ النّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ} في الدنيا (١). (ز)
٧٢٩٣٠ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قول الله:{يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا}، قال: يُدفَعون دفعًا. وقرأ قول الله تبارك وتعالى:{فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيمَ}[الماعون: ٢]، قال: يدفعه ويُغْلِظ عليه (٢). (ز)
٧٢٩٣١ - قال مقاتل بن سليمان:{أفَسِحْرٌ هَذا} العذاب الذي ترون، فإنكم زعمتم في الدنيا أنّ الرسل سَحرة {أمْ أنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ}، فلما أُلقوا في النار قالت لهم الخزنة:{اصْلَوْها فاصْبِرُوا أوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ إنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} مِن الكفر والتكذيب في الدنيا (٣). (ز)
٧٢٩٣٢ - قال مقاتل بن سليمان:{إنَّ المُتَّقِينَ} يعني: الذين يَتَّقون الشرك {فِي جَنّاتٍ} يعني: البساتين، {ونَعِيمٍ فاكِهِينَ} يعني: مُعجبين، وناعمين محبُورين {بِما آتاهُمْ} يعني: بما أعطاهم {رَبُّهُمْ} في الجنة مِن الخير والكرامة، {ووَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الجَحِيمِ}(٤)[٦٢٤٣]. (ز)
[٦٢٤٣] ذكر ابنُ عطية (٨/ ٩٠) أن قوله تعالى: {إنّ المُتَّقِينَ فِي جَنّات: .. } يحتمل أن يكون خطاب أهل النار، فيكون إخبارهم بذلك زيادة في غمّهم وسُوء حالهم. ثم ساق احتمالًا، فقال: «ويحتمل أن يكون إخبارًا لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ومعاصريه، لما فرغ من ذكر عذاب الكفار، عقّب ذلك بنعيم المتقين ليبين الفرق ويقع التحريض على الإيمان». ورجَّحه بقوله: «وهو الأظهر». ولم يذكر مستندًا.