٣٠٥٢ - عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك- في قوله:{ولقد أنزلنا إليك آيات بينات}، يقول: فأنت تتلوه عليهم، وتخبرهم به غُدْوةً وعَشِيَّةً وبينَ ذلك، وأنت عندهم أُمِّيٌّ لم تقرأ كتابًا، وأنت تخبرهم بما في أيديهم على وجهه، ففي ذلك عبرة لهم وبيان وحجة عليهم لو كانوا يعلمون (٢). (١/ ٤٩٨)
٣٠٥٣ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيج- {الفاسقون}، قال: العاصُون (٣). (ز)
٣٠٥٤ - قال مقاتل بن سليمان:{ولقد أنزلنا إليك آيات بينات} يعني: القرآن، ثم قال:{بينات} يعني: ما فيه من الحلال والحرام، {وما يكفر بها} يعني: بالآيات {إلا الفاسقون} يعني: اليهود (٤). (ز)
[٣٨٥] قال ابن جرير (٢/ ٣٠٤): «يعني -جل ثناؤه- بقوله: {ولقد أنزلنا إليك آيات}، أي: أنزلنا إليك يا محمدُ علاماتٍ واضحاتٍ دالّاتٍ على نبوتك، وتلك الآيات هي ما حواه كتاب الله الذي أنزله إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - من خفايا علوم اليهود، ومكنون سرائر أخبارهم، وأخبار أوائلهم من بني إسرائيل، والنبأ عما تضمنته كتبهم التي لم يكن يعلمها إلا أحبارُهم وعلماؤهم، وما حرفه أوائلهم وأواخرهم، وبَدَّلوه من أحكامهم التي كانت في التوراة. فأطلعها الله في كتابه الذي أنزله على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -، فكان في ذلك من أمره الآياتُ البيناتُ لِمَن أنصف نفسه، ولم يَدْعُهُ إلى إهلاكها الحسدُ والبغيُ؛ إذ كان في فطرة كل ذي فطرة صحيحة تصديقُ من أتى بمثل الذي أتى به محمد - صلى الله عليه وسلم - من الآيات البينات التي وصفت من غير تعلم تعلمه من بشر، ولا أخذ شيء منه عن آدمي، وبنحو الذي قلنا في ذلك روي الخبر عن ابن عباس».