للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأخيه عياش: قد علمت أنك كنت أحبَّ إلى أمك من جميع ولدها، وآثَرَ عندها -لأنه كان أصغرهم سِنًّا، وكان بها بارًّا-، وقد حلفت أمُّك ألا تأكل، ولا تشرب، ولا تغسل رأسها، ولا تدخل بيتًا، حتى ترجع إليها، وأنت تزعم أنّ في دينك بِرَّ الوالدين، فارجع إليها، فإنّ ربك الذي بالمدينة هو بمكة، فاعبده بها. فأخذ عياشٌ عليهم المواثيقَ ألّا يُحَرِّكاه، فاتبعهما، فأوثقاه، ثم جلده كلُّ واحد منهما مائة جلدة حتى يبرأ من دين محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله - عز وجل - في عياش: {ومن الناس من يقول آمنا بالله} (١). (ز)

[تفسير الآية]

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ}

٥٩٦٠٢ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله} إلى قوله: {وليعلمن المنافقين}، قال: أناس يؤمنون بألسنتهم، فإذا أصابهم بلاءٌ من الناس أو مصيبةٌ في أنفسهم أو أموالهم افتتنوا، فجعلوا ذلك في الدنيا كعذاب الله في الآخرة (٢). (١١/ ٥٣٢)

٥٩٦٠٣ - عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- في قوله: {ومن الناس من يقول آمنا بالله} الآية، قال: ناسٌ من المنافقين بمكة كانوا يؤمنون، فإذا أُوذوا وأصابهم بلاءٌ من المشركين رجعوا إلى الكفر؛ مخافة مَن يؤذيهم، وجعلوا أذى الناس في الدنيا كعذاب الله (٣). (١١/ ٥٣٣)

٥٩٦٠٤ - قال مقاتل بن سليمان: {ومن الناس من يقول آمنا بالله}، يعني: صدَّقنا بتوحيد الله (٤). (ز)


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٣٧٥.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٨/ ٣٦٥ بلفظ: «فإذا أصابهم بلاءٌ من الله»، وابن أبي حاتم ٩/ ٣٠٣٧. وعلقه يحيى بن سلّام ٢/ ٦١٩. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والفريابي.
(٣) أخرجه ابن جرير ١٨/ ٣٦٥، وإسحاق البستي في تفسيره ص ٦٦.
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٣٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>