وذكر ابنُ جرير (١٧/ ٣١) أنّ الأولى بمعنى: تنبت هذه الشجرة بثمر الدهن، وأن الثانية بمعنى: تنبت الدهن: تخرجه. ثم قال (١٧/ ٣٢): «والقول عندي في ذلك أنهما لغتان: نبت، وأنبت». ثم رجَّح قراءة الفتح مستندًا إلى إجماع القراء، فقال: «غير أنّ ذلك وإن كان كذلك فإنّ القراءة التي لا أختار غيرها في ذلك قراءة من قرأ: {تنبت} بفتح التاء، لإجماع الحجة مِن القَرأَة عليها». وذكر ابنُ عطية (٦/ ٢٨٧) أن القراءة الثانية لها تقديران: أحدهما: أنّ الباء زائدة. وذكر أنّ الفارسي مثَّل له بقوله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} [البقرة: ٩٥]، ثم علَّق بقوله: «وهذا المثال عندي معترض». والآخر: تنبت جناها ومعه الدهن، والمفعول محذوف.