١٠٨٣٤ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- وقرأ قول الله - عز وجل -: {يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى}، قال: ثم ضرب ذلك مثلًا، فقال:{أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب} حتى بلغ: {فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت}. قال: جرت أنهارها وثمارها، وله ذرية ضعفاء، فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت، أيود أحدكم هذا؟! كما يحمل أحدكم أن يخرج من صدقته ونفقته، حتى إذا كان له عندي جنة وجرت أنهارها وثمارها، وكانت لولده وولد ولده، أصابها ريح إعصار فحرقها (١)[١٠٢٤]. (ز)
١٠٨٣٥ - عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجيح- يقول: أيود أحدكم أن يكون له دنيا لا يعمل فيها بطاعة الله، كمثل هذا الذي له جنات تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات، وأصابه الكبر، وله ذرية ضعفاء، فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت؟! (٢). (ز)
١٠٨٣٦ - عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- في قوله:{أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار}: رجل غرس بستانًا فيه من كل الثمرات، فأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء، فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت، فلم
[١٠٢٤] ذَهَبَ ابنُ عطية (٢/ ٦٩) إلى ما ذهب إليه ابن زيد مِن أنّ الآية ليست مثلًا آخر لنفقة الرياء، استنادًا إلى السياق، فقال: «وهذا أبين من الذي رجَّح الطبري [يعني: قول السدي]، وليست هذه الآية بمثل آخر لنفقة الرياء، هذا هو مقتضى سياق الكلام. وأما بالمعنى في غير هذا السياق فتشبه حال كل منافق أو كافر عَمِل وهو يحسب أنه يحسن صنعًا، فلما جاء إلى وقت الحاجة لم يجد شيئًا». ثم ساق أثر ابن عباس من طريق عبيد بن عمير، وابن أبي مليكة، وأثر عمر من طريق ابن أبي مليكة، وقال (٢/ ٦٩ - ٧٠): «فهذا نظرٌ يحمل الآية على كل ما يدخل تحت ألفاظها، وقال بنحو هذا مجاهد، وقتادة، والربيع، وغيرهم».