وقال ابنُ كثير (١/ ٣٩٠): «ويحتمل أن يكون عائدًا على ما يدل عليه الكلام، وهو الوصية بذلك، كقوله تعالى في قصة قارون: {وقالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ ويْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَن آمَنَ وعَمِلَ صالِحًا ولا يُلَقّاها إلا الصّابِرُونَ} [القصص: ٨٠]، وقال تعالى: {ولا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ ولا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ فَإذا الَّذِي بَيْنَكَ وبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ ولِيٌّ حَمِيمٌ * وما يُلَقّاها إلا الَّذِينَ صَبَرُوا وما يُلَقّاها إلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: ٣٤ - ٣٥]، أي: وما يلقّى هذه الوصية إلا الذين صبروا، {وما يُلَقّاها} أي: يؤتاها ويلهمها {إلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}». وقد نقل ابنُ جرير (١/ ٦٢١) وابنُ عطية (١/ ٢٠١) قولًا بكون الضمير فيه عائدًا على: إجابة محمد - صلى الله عليه وسلم -. وانتقداه استنادًا إلى السياق؛ لكون إجابة محمد - صلى الله عليه وسلم - لم يَجْرِ لها ذكر في الآية، ولم يدُلَّ عليها دليلٌ حتى يُقال بعود الضمير إليها. ونقل ابنُ عطية قولين آخرين في عود الضمير، ولم ينسبهما، فقال: «وقيل: على الاستعانة التي يقتضيها قوله: {واسْتَعِينُوا}. وقيل: على العبادة التي يتضمنها بالمعنى ذكر الصبر والصلاة».