ووجَّه ابنُ جرير (٢٢/ ٢٠) القول الثاني بقوله: «وقد يتوجَّه على هذا التأويل {ما} لوجهين: أحدهما: أن تكون بمعنى: الذي، فيكون معنى الكلام: فأوحى إلى عبده الذي أوحاه إليه ربُّه. والآخر: أن تكون بمعنى المصدر». ثم رجَّحه مستندًا إلى دلالة السياق، وعلَّل ذلك بقوله: «لأن افتتاح الكلام جرى في أول السورة بالخبر عن محمد - صلى الله عليه وسلم -، وعن جبريل - عليه السلام -، وقوله: {فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أوْحى} في سياق ذلك، ولم يأت ما يدل على انصراف الخبر عنهما فيوجَّه ذلك إلى ما صُرِف إليه». وعلَّق ابنُ كثير (١٣/ ٢٥٦) على القول الأول والثاني بقوله: «وكلا المعنيين صحيح». ونقل ابنُ عطية (٨/ ١١٠) عن بعض العلماء أن المعنى: «فأوحى الله تعالى إلى عبده جبريل - عليه السلام - ما أوحى».