للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٣٢٣٥ - قال مقاتل بن سليمان: {فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ} محمد - صلى الله عليه وسلم - {ما أوْحى} (١). (ز)

٧٣٢٣٦ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أوْحى}، قال: أوحى جبريلُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ما أوحى اللهُ إليه (٢) [٦٢٧٠]. (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٧٣٢٣٧ - عن شُريح بن عبيد، قال: لَمّا صعد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى السماء، فأوحى الله إلى عبده ما أوحى، قال: «فلمّا أحسّ جبريلُ بدنُوّ الربِّ خرَّ ساجدًا، فلم يزل يُسبّحه: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة. حتى قضى الله إلى عبده ما قضى، ثم رفع رأسه، فرأيتُه في خلْقه الذي خُلق عليه؛ منظوم أجنحته بالزَّبَرْجَد واللؤلؤ والياقوت، فخُيّل إلَيَّ أنّ ما بين عينيه قد سَدّ الأُفق، وكنتُ لا أراه قبل ذلك إلا على صور مختلفة، وأكثر ما كنتُ أراه على صورة دِحية الكلبي، وكنتُ أحيانًا لا أراه قبل ذلك إلا كما يرى الرجل صاحبه مِن وراء الغِربال» (٣). (١٤/ ١٨)

٧٣٢٣٨ - عن عبد الله بن عمر: أنّ جبريل كان يأتي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في صورة دِحية الكلبيّ (٤). (١٤/ ١٨)


[٦٢٧٠] اختُلف في معنى: {فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أوْحى} على قولين: الأول: فأوحى الله إلى عبده محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وحْيَه. الثاني: فأوحى جبريل - عليه السلام - إلى عبده محمد - صلى الله عليه وسلم - ما أوحى إليه ربُّه.
ووجَّه ابنُ جرير (٢٢/ ٢٠) القول الثاني بقوله: «وقد يتوجَّه على هذا التأويل {ما} لوجهين: أحدهما: أن تكون بمعنى: الذي، فيكون معنى الكلام: فأوحى إلى عبده الذي أوحاه إليه ربُّه. والآخر: أن تكون بمعنى المصدر». ثم رجَّحه مستندًا إلى دلالة السياق، وعلَّل ذلك بقوله: «لأن افتتاح الكلام جرى في أول السورة بالخبر عن محمد - صلى الله عليه وسلم -، وعن جبريل - عليه السلام -، وقوله: {فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أوْحى} في سياق ذلك، ولم يأت ما يدل على انصراف الخبر عنهما فيوجَّه ذلك إلى ما صُرِف إليه».
وعلَّق ابنُ كثير (١٣/ ٢٥٦) على القول الأول والثاني بقوله: «وكلا المعنيين صحيح».
ونقل ابنُ عطية (٨/ ١١٠) عن بعض العلماء أن المعنى: «فأوحى الله تعالى إلى عبده جبريل - عليه السلام - ما أوحى».

<<  <  ج: ص:  >  >>