وعلَّقَ ابنُ عطية (٤/ ٣١٢) على هذه القراءة بقوله: «ويُؤَيّد ذلك قولُه تعالى: {زُيِّنَ}؛ للتناسب في اللفظ».وقرأه بعضهم:» يَضِلُّ «بفتح الياء، وكسر الضاد، والمعنى: يزولُ عن محجةِ الله التي جعلها لعباده طريقًا يسلكونه إلى مرضاته الذين كفروا". وصوَّبَ ابنُ جرير (١١/ ٤٥٠) القراءتين، فقال: «الصوابُ من القول في ذلك أن يقال: هما قراءتان مشهورتان، قد قَرَأَتْ بكل واحدةٍ القرأةُ أهلُ العلم بالقرآن والمعرفة به، وهما متقاربتا المعنى؛ لأنّ مَن أضله الله فهو ضالٌّ، ومَن ضلَّ فبإضلال الله إياه وخذلانه له ضلّ. فبأيتهما قرأ القارئ فهو للصواب في ذلك مصيب». وحَكى قراءة ثالثة بضمّ الياء، وكسر الضاد، هكذا: (يُضِلُّ). ونسبها ابنُ عطية (٤/ ٣١٢) لابن مسعود، والحسن، ومجاهد، وقتادة، وعمرو بن ميمون، وبَيَّنَ أنّ معناها مُحتَمل بقوله: «إما على معنى: يُضِلُّ اللهُ ... ، وإمّا على معنى: يُضِلُّ به الذين كفروا أتباعَهم. فـ {الذين} في التأويل الأول في موضع نصب، وفي الثاني في موضع رفع».