وقد رجّح ابنُ جرير (١٦/ ٤١٩) مستندًا إلى ظاهر القرآن والسياق القول الثاني، وعلَّل ذلك بقوله: «لأن قوله -تعالى ذِكْرُه-: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى} ابتداء كلام محقق لأمر كان يُنكِرُه قوم، على نحو الذي ذكرنا في الخبر عن ابن عباس، فكأنّ المشركين قالوا لنبي الله - صلى الله عليه وسلم - إذ قال لهم: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} ما الأمر كما تقول؛ لأنّا نعبد الملائكة، ويعبد آخرون المسيح، وعزيرًا. فقال - عز وجل - رادًّا عليهم قولهم: بل ذلك كذلك، وليس الذين سبقت لهم منا الحسنى هم عنها مبعدون؛ لأنهم غير معنيين بقولنا: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم}». [٤٤٠٨] لم يذكر ابنُ جرير (١٦/ ٤٢٠) في معنى {الحسنى} غير قول ابن زيد.