وقد رجّح ابنُ جرير (٢٠/ ٥٣٣) القول الأول وهو أن معناه: «أنهم ينظرون إلى النار من طرف ذليل» مستندًا إلى أقوال السلف، واللغة، ودلالة العقل، ثم وجّهه بقوله: «وصفه الله -جل ثناؤه- بالخفاء؛ للذّلة التي قد ركبتهم، حتى كادت أعينهم أن تغور فتذهب». وعلّق ابنُ عطية (٧/ ٥٢٦ - ٥٢٧) على القول الأول بقوله: "لما كان نظرهم ضعيفًا ولحظهم بمهانة وصفه بالخفاء، ومن هذا المعنى قول الشاعر: فغض الطرف إنك من نمير". وعلّق على القول الثاني، فقال: «وقال قتادة والسُّدّيّ: المعنى: يُسارقون النّظر، لما كانوا من الهمّ وسوء الحال لا يستطيعون النظر بجميع العين، وإنما ينظرون من بعضها. قال: {مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ} أي: قليل. فالطرف هنا على هذا التأويل يحتمل أن يكون مصدرًا، أي: يطرف طرفًا خفيًّا». وذكر ابنُ جرير (٢٠/ ٥٣٣) عن بعض نحويي البصرة أنهم قالوا: لما كانوا يُحشرون عُميًا، وكان نظرهم بعيون قلوبهم؛ جعله طرفًا خفيًّا، أي: لا يبدو نظرهم. وانتقده ابنُ عطية بقوله: «وفي هذا التأويل تكلّف».