وقال ابن عطية (١/ ٢٧٩ - ٢٨٠): «وقرأ الأعمش والأعرج وابن محيصن: (غلف) بتثقيل اللام، جمع غلاف، ورويت عن أبي عمرو، فالمعنى: هي أوعية للعلم والمعارف بزعمهم، فهي لا تحتاج إلى علم محمد - صلى الله عليه وسلم -. وقيل: المعنى: فكيف يعزب عنها علم محمد - صلى الله عليه وسلم -؟! فرد الله تعالى عليهم بقوله: {بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ}». وانتَقَد ابنُ جرير القراءةَ بضم اللام مستندًا إلى إجماع الحجة من القراء بقوله: «والقراءة التي لا يجوز غيرها في قوله: {قلوبنا غلف} هي قراءة من قرأ {غُلْف} بتسكين اللام، بمعنى: أنها في أغشية وأغطية؛ لاجتماع الحجة من القَرَأَة وأهل التأويل على صحتها، وشذوذ من شذ عنهم بما خالفه من قراءة ذلك بضم اللام، وقد دللنا على أنّ ما جاءت به الحجة متفقة عليه حجة على من بلغه، وما جاء به المنفرد، فغير جائز الاعتراض به على ما جاءت به الجماعة التي تقوم بها الحجة نقلًا وقولًا وعملًا في غير هذا الموضع، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا المكان».