١٤٠٠٨ - عن أنس بن مالك -من طريق حُمَيْد الطويل، وثابت البُنانِيّ- قال: كانت الأوس والخزرج حَيَّيْن من الأنصار، وكانت بينهما عداوة في الجاهلية، فلما قَدِم عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذهب ذلك، فألف الله بينهم، فبينما هم قعود في مجلس لهم، إذ تمثل رجل من الأوس ببيت شعر فيه هجاء للخزرج، وتمثل رجل من الخزرج ببيت شعر فيه هجاء للأوس، فلم يزالوا هذا يتمثل ببيت وهذا يتمثل ببيت، حتى وثب بعضهم إلى بعض، وأخذوا أسلحتهم، وانطلقوا للقتال، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنزل عليه الوحي، فجاء مسرعًا قد حَسَر ساقيه، فلما رآهم ناداهم:{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} حتى فرغ من الآيات، فوَحَّشوا (١) بأسلحتهم، فرموا بها، واعتنق بعضهم بعضًا يبكون (٢). (ز)
١٤٠٠٩ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أيوب- في قوله:{اتقوا الله حق تقاته}، قال: نزلت هذه الآية في الأوس والخزرج، وكان بينهم قتال يوم بُعاث قبيل مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فأصلح بينهم؛ فأنزل الله هذه الآيات (٣)[١٣٣٥]. (٣/ ٧٠٧)
١٤٠١٠ - قال ابن وهْب: حدثني بَكْر بن مُضَر، قال: خرج يهودي مَرّة هو وابنه، فإذا بنفر من الأنصار من الأوس والخزرج جلوسًا، فقال أحد اليهوديين لصاحبه: ألا
[١٣٣٥] قال ابن عطية (٢/ ٣٠٤ - ٣٠٧): «الخطاب بهذه الآية يعمُّ جميع المؤمنين، والمقصود به وقت نزولها الأوس والخزرج الذين شجر بينهم بسعاية شاس بن قيس ما شجر ... ، وقوله تعالى: {واذكروا نعمة الله .. } هذه الآية تدل على أن الخطاب بهذه الآية إنما هو للأوس والخزرج، وذلك أن العرب وإن كان هذا اللفظ يصلح في جميعها فإنها لم تكن في وقت نزول هذه الآية اجتمعت على الإسلام ولا تألفت قلوبها، وإنما كانت في قصة شاس بن قيس في صدر الهجرة، وحينئذ نزلت هذه الآية، فهي في الأوس والخزرج، كانت بينهم عداوة وحروب».