[٤٠٦٥] أفادت الآثارُ اختلاف السلف في معنى قوله: {فأقامه} على قولين: الأول: أنّه هدمه، ثم بناه من جديد. كما في قول ابن عباس، والسدي، ومقاتل. الثاني: أنه دفعه بيده فاستقام. كما في قول أُبي، وسعيد بن جبير، ويحيى بن سلام. وقد رجّح ابنُ جرير (١٥/ ٣٥١) جواز القولين مع عدم القطع بواحد منهما؛ لصحتهما، وعدم الدّليل على تعيين واحد منهما، فقال: «والصوابُ مِن القول في ذلك أن يُقال: إنّ الله - عز وجل - أخبر أنّ صاحب موسى وموسى وجدا جدارًا يريد أن ينقض، فأقامه صاحب موسى، بمعنى: عدَّل ميله حتى عاد مستويًا. وجائز أن يكون كان ذلك بإصلاح بعد هدم، وجائز أن يكون كان برفع منه له بيده، فاستوى بقدرة الله، وزال عنه ميله بلطفه. ولا دلالة من كتاب الله ولا خبر للعذر قاطع بأي ذلك كان مِن أيٍّ». وعلّق ابنُ عطية (٥/ ٦٤٤) على القول الأول بقوله: «ويؤيد هذا التأويل قول موسى - صلى الله عليه وسلم -: {لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أجْرًا}؛ لأنه فِعْلٌ يستحقُّ أجرًا».