للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذهبي: "قال ابن المبارك [ت: ١٨١ هـ]-وأحسن-: ما أحسن تفسيره لو كان ثقة!؟ " (١). كما تعددت الروايات عن الشافعي (ت: ٢٠٤ هـ) في قوله: "الناس عيال في التفسير على مقاتل بن سليمان" (٢). وسئل أحمد بن حنبل (ت: ٢٤١ هـ) عنه فقال: "كانت له كتب ينظر فيها، إلا أني أرى أنه كان له علم بالقرآن" (٣).

وقال عنه أبو يعلى الخليلي (ت: ٤٤٦ هـ): "محله عند أهل التفسير والعلماء محل كبير، واسع العلم، لكن الحفاظ ضعفوه في الرواة،. . . وقد روى عنه الضعفاء أحاديث مناكير، والحمل فيها عليهم" (٤).

وقال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ): "ومقاتل بن سليمان وإن لم يكن ممن يحتج به في الحديث -بخلاف مقاتل بن حيان فإنه ثقة- لكن لا ريب في علمه بالتفسير وغيره، واطلاعه" (٥). ووصفه الذهبي (ت: ٧٤٨ هـ) فقال: "كبير المفسرين" (٦).

وقد ترك آثارًا عديدة في التفسير وعلوم القرآن تشهد بعلمه وتمكنه (٧)، وهي مصداق ما وُصف به في الأقوال السابقة، بل إنه لا يضاهيه أحد من أقرانه في التصنيف في ذلك الوقت المبكر من عصور التدوين، وقد وصلنا من تلك التصانيف:

١ - التفسير الكبير.

٢ - الوجوه والنظائر.

٣ - تفسير الخمسمائة آية من القرآن الكريم.

* موقف أئمة التفسير منه:

من خلال المعطيات السابقة عن رواية مقاتل للتفسير دون إسناد أو عزو الأقوال لأصحابها، مع ما عرف عنه من الكذب في الرواية، إضافة إلى ما اشتهر عنه من المعتقد الرديء يبدو أن أئمة المفسرين من نقلة التفسير المأثور اطَّرحوا تفسيره روايةً ودرايةً، كعبد بن حميد، والطبري، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وكذا المتأخرون


(١) سير أعلام النبلاء ٧/ ٢٠١، وينظر: تهذيب الكمال ٢٨/ ٤٣٧.
(٢) المرجعان السابقان.
(٣) المرجعان السابقان.
(٤) الإرشاد في معرفة علماء الحديث ٣/ ٩٢٨.
(٥) منهاج السُّنَّة النبوية ٢/ ٢٩٤،
(٦) سير أعلام النبلاء ٧/ ٢٠١.
(٧) ينظر: الفهرست لابن النديم ص ٢٥٣، ٢٥٤، هدية العارفين ٢/ ٤٧٠، تاريخ التراث العربي ١/ ٨٥، تفسير أتباع التابعين: عرض ودراسة ص ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>