للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نُودِي مِن شاطئ الوادي الأيمن؛ قال: ومَن أنت الذي تنادي؟ قال: أنا ربك الأعلى (١). (١١/ ٤٦٤)

٥٨٦٧٥ - قال مقاتل بن سليمان: ... فنودي: {أن يا موسى} في التقديم {إني أنا الله} الذي ناديتُك {رب العالمين}. هذا كلامه - عز وجل - لموسى - عليه السلام - (٢) [٤٩٥٤]. (ز)

٥٨٦٧٦ - عن أبي بكر الثقفي -من طريق أبي سنان- قال: أتى موسى الشجرة ليلًا وهي خضراء، والنار تَتَرَدَّد فيها، فذهب يتناول النار، فمالت عنه، فذعر وفزع، فنُودي مِن شاطئ الوادي الأيمن -قال: عن يمين الشجرة-: يا موسى. فاستأنس بالصوت، فقال: أين أنت، أين أنت؟ قِبَل الصوت. أنا فوقك. قال: ربي؟ قال: نعم (٣). (١١/ ٤٦٥)

[آثار متعلقة بالآية]

٥٨٦٧٧ - عن محمد بن القاسم خادم محمد بن أسلم وصاحبه، قال: سمعتُ محمد بن أسلم يقول: زعمتِ الجهميةُ: أنّ القرآن مخلوقٌ، قد أشركوا في ذلك وهم لا يعلمون؛ لأنّ الله تعالى قد بيَّن أنّ له كلامًا، فقال: {يا موسى إني أنا الله رب العالمين}. فمَن لم يشهد أنّ هذا كلام الله؛ قوله، تكلَّم به، والله قاله، زعم أنه خلق؛ فقد عظم شركه وافتراؤه على الله؛ لأنّه زعم أنّ خلقًا قال لموسى: {يا موسى إني أنا الله رب العالمين}. فقد جعل هذا الزّاعِم للعالمين ربًّا غير الله، فأيُّ شِرك أعظم من هذا؟ فتبقى الجهمية في هذه القصة بين كفرين اثنين: إن زعموا أنّ الله لم يكلم موسى فقد ردُّوا كتاب الله وكفروا به. وإن زعموا أن هذا الكلام: {يا موسى إني أنا الله رب العالمين} خلْقٌ؛ فقد أشركوا بالله. ففي هؤلاء الآيات بيان أنّ القرآن كلام الله تعالى، وفيها بيان شرك مَن زعم أنّ كلام الله خلق، وقول الله خلق، وما أوحى الله إلى أنبيائه خلق (٤). (ز)


[٤٩٥٤] قال ابنُ عطية (٦/ ٥٩٠): «قوله تعالى: {أنْ يا مُوسى} يحتمل أن تكون {أنْ} مفسِّرة، ويحتمل أن تكون في موضع نصب بإسقاط حرف الجر».

<<  <  ج: ص:  >  >>