كتاب موسوعة التفسير المأثور

سورة الروم - وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله - ج: 17 - ص: 460

٦٠٦٥٠ - قال يحيى بن سلّام: قال الحسن البصري: بعض هذه الآية تطوع، وبعضها فريضة؛ فأما قوله: {فَآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ} فهو تطوع، وهو ما أمره الله -تبارك وتعالى- به من صلة القرابة {والمِسْكِينَ وابْنَ السَّبِيلِ} يعني: الزكاة، قال يحيى: حدثونا أن الزكاة فُرضت بمكة، ولكن لم تكن شيئًا معلومًا (١). (ز)

{وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ}

[قراءات]

٦٠٦٥١ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عبد الرحمن الأعرج- أنه قرأها: «لِتُرْبُواْ» (٢) [٥١١١]. (ز)

[نزول الآية]

٦٠٦٥٢ - قال مقاتل بن سليمان: نزلت في أهل الميسر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - (٣). (ز)

---

[٥١١١] ذكر ابنُ جرير (١٨/ ٥٠٧) هذه القراءة وقراءة من قرأ ذلك {ليربو}، ووجههما، فقال: «واختلفت القراء في قراءة ذلك؛ فقرأته عامة قراء الكوفة والبصرة وبعض أهل مكة: {ليربو} بفتح الياء من يربو، بمعنى: وما آتيتم من ربًا ليربو ذلك الربا في أموال الناس. وقرأ ذلك عامة قراء أهل المدينة: «لِتُرْبُواْ»، بالتاء من تربو، وضمها، بمعنى: وما آتيتم من ربًا لتربوا أنتم في أموال الناس». ثم اختار صوابهما قائلًا: «والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان مشهورتان في قراء الأمصار مع تقارب معنييهما؛ لأن أرباب المال إذا أربوا ربا المال، وإذا ربا المال فبإرباء أربابه إيّاه رَبا. فإذا كان ذلك كذلك فبأي القراءتين قرأ القارئ فمصيب».
وعلّق ابنُ عطية (٧/ ٢٩) على قراءة التاء، فقال: «وقرأ نافع وحده «لِتُرْبُواْ» بضم التاء، بمعنى: ذوي زيادات».