٢٨٠٥١ - عن عبد الله بن عباس -من طريق مقاتل عن الضحاك، ومن طريق ابن إسحاق عن رجال سمّاهم، ومن طريق الكلبي- قالوا جميعًا: إنّ عادًا كانوا أصحاب أوثانٍ يعبُدُونها، اتخذوا أصنامًا على مثال وُدٍّ، وسُواعٍ، ويَغُوثَ، ونَسْرٍ، فاتَّخذوا صَنَمًا يُقال له: صَمُودُ، وصَنمًا يقال له: الهتالُ، فبعث الله إليهم هودًا، وكان هودٌ مِن قبيلة يُقال لها: الخلودُ، وكان مِن أوسطِهم نَسَبًا، وأفضلِهم موضعًا، وأشرفِهم نفسًا، وأصبَحِهم وجهًا، وكان في مثل أجسادهم، أبيضَ، جَعْدًا، باديَ العَنفَقَةِ (٢)، طويلَ اللحية، فدعاهم إلى الله، وأمرهم أن يُوَحِّدوه، وأن يَكُفُّوا عن ظلم الناس، ولم يأمرْهم بغير ذلك، ولم يَدْعُهم إلى شريعة ولا إلى صلاةٍ، فأبَوْا ذلك، وكذَّبوه، وقالوا:{من أشدُّ منا قوةً}[فصلت: ١٥]. فذلك قولُه تعالى:{وإلى عادٍ أخاهُم هودًا} كان من قومهم، ولم يكنْ أخاهم في الدينِ، {قال يا قومِ اعبُدُوا الله} يعني: وحِّدُوا اللهَ، ولا تُشرِكوا به شيئًا، {مّا لكم} يقول: ليس لكم مِن إله غيرُه، {أفلا تتقُون} يعني: فكيف لا تتَّقون؟ {واذكرُوا إذ جعلكُم خلفآء} يعني: سُكّانًا في الأرض {من بعد قومِ نوحٍ} فكيف لا تعتبِروا فتؤمِنوا، وقد علِمتُم ما نَزَل بقوم نوح مِن النِّقمة حين عصَوه؟! {فاذكروا آلاء اللهِ لعلكم} يعني: هذه النعم، {لعلكُم تُفلحونَ} أي: كي تُفلِحوا. وكانت منازلهُم بالأحقافِ، والأحقافُ: الرَّمْلُ فيما بين عُمان إلى حضرموتَ باليمن، وكانوا مع ذلك قد أفسَدوا في الأرض كلِّها، وقهَروا أهلَها بفضل قوَّتِهم التي آتاهم اللهُ (٣). (٦/ ٤٤٦)
٢٨٠٥٢ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-: {وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم
[٢٥٥٦] لم يذكر ابنُ جرير (١٠/ ٢٦٤) غير هذا القول، وقول مجاهد بن جبر قبله.