ووجَّه ابنُ عطية (٥/ ٤٦١) كلتا القراءتين، بأنّ على القراءة الأولى «يكون قوله: {أحَدُهُما} فاعلًا، وقوله: {أوْ كِلاهُما} معطوفًا عليه». وعلى القراءة الثانية "يكون قوله: {أحَدُهُما} بدلًا من الضمير في» يَبْلُغانِّ «وهو بدل مُقَسّم، كقول الشاعر: وكنتُ كذي رِجْلَيْنِ: رِجْلٍ صحيحة ... ورِجْل رَمى فيها الزَّمانُ فَشَلَّتِ ويجوز أن يكون: {أحَدُهُما} فاعلًا، وقوله: {أوْ كِلاهُما} عطف عليه، ويكون ذلك على لغة من قال: أكلوني البراغيث. وقد ذكر هذا في هذه الآية بعض النحويين، وسيبويه لا يرى لهذه اللغة مدخلًا في القرآن الكريم". ورجَّح ابنُ جرير (١٤/ ٥٤٥) مستندًا إلى اللغة، وتأويل أهل التأويل القراءة الأولى، وعلَّل ذلك بقوله: «لأن الخبر عن الأمر بالإحسان إلى الوالدين قد تناهى عند قوله: {وبِالوالِدَيْنِ إحْسانًا}، ثم ابتدأ قوله: {إمّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الكِبَرَ أحَدُهُما أوْ كِلاهُما}».