للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ ألا إنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}، وقالوا: {وصَدَقَ اللَّهُ ورَسُولُهُ} ما قال في سورة البقرة (١). (ز)

٦١٩٦٤ - قال يحيى بن سلّام: {ولَمّا رَأى المُؤْمِنُونَ الأَحْزابَ قالُوا هَذا ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ} يعنون: الآية في سورة البقرة، {وصَدَقَ اللَّهُ ورَسُولُهُ} (٢) [٥٢١٤]. (ز)

{وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (٢٢)}

٦١٩٦٥ - عن الحسن البصري، في قوله: {وما زادَهُمْ إلّا إيمانًا وتَسْلِيمًا}، قال: ما زادهم البلاء إلا إيمانًا بالربِّ، وتسليمًا للقضاء (٣). (١١/ ٧٦٣)

٦١٩٦٦ - عن يزيد بن رومان -من طريق ابن إسحاق- قال: ثم ذكر المؤمنين، وصِدْقَهم، وتصديقَهم بما وعدهم الله من البلاء، يختبرهم به: {قالُوا هَذا ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ وصَدَقَ اللَّهُ ورَسُولُهُ وما زادَهُمْ إلّا إيمانًا وتَسْلِيمًا}، أي: صبرًا على البلاء، وتسليمًا للقضاء، وتصديقًا بتحقيق ما كان الله وعدهم ورسولُه (٤). (ز)

٦١٩٦٧ - قال مقاتل بن سليمان: يقول الله - عز وجل -: {وما زادَهُمْ} الجهد والبلاء في الخندق {إلّا إيمانًا} يعني: تصديقًا بوعد الله - عز وجل - في سورة البقرة أنه يبتليهم، {وتَسْلِيمًا} لأمر الله وقضائه (٥). (ز)


[٥٢١٤] ذكر ابنُ عطية (٧/ ١٠٤ - ١٠٥) في الوعد الذي حدث به المؤمنون أن الله وعدهم به قولين، فقال: «واختلف المتأولون ماذا أرادوا بوعد الله ورسوله لهم؟ فقالت فرقة: أرادوا ما أعلمهم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أمر بحفر الخندق، فإنه أعلمهم بأنهم سيُحصرون، وأمَرَهم بالاستعداد لذلك، وبأنهم سينتصرون من بعد ذلك، فلما رأوا الأحزاب قالُوا هذا ما وعدنا الله ورسولُه. فسلموا الأمر وانتظروا آخره. وقالت فرقة: أرادوا بوعد الله ما نزل في سورة البقرة [٢١٤] من قوله: {أمْ حَسِبْتُمْ أنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ ولَمّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ البَأْساءُ والضَّرّاءُ وزُلْزِلُوا حَتّى يَقُولَ الرَّسُولُ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ ألا إنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}». ثم علّق عليهما بقوله: «ويحتمل أن يكون المؤمنون نظروا في هذه الآية، وفي قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند أمرهم بحفر الخندق، وأشاروا بالوعد إلى جميع ذلك، وهي مقالتان إحداهما من الله، والأخرى من رسوله».

<<  <  ج: ص:  >  >>