للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تموتون} عند مُنتَهى آجالكم، {ومنها تخرجون} يوم القيامة (١). (ز)

{يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ}

[نزول الآية]

٢٧٢٩٧ - عن مجاهد بن جبر -من طريق أبي سعد المدني- يقول في قوله: {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا}، قال: أربعُ آياتٍ نَزَلت في قريش، كانوا في الجاهلية لا يطوفون بالبيت إلا عُراة (٢). (ز)

٢٧٢٩٨ - عن عكرمة مولى ابن عباس، في قولِه: {قد أنزلنا عليكُم لباسًا يُواري سوءاتكم}، قال: نزَلت في الحُمْسِ من قريشٍ، ومَن كان يأخذُ مأخذها من قبائل العرب الأنصار؛ الأوس، والخزرج، وخزاعة، وثقيف، وبني عامر بن صعصعةَ، وبُطون كنانةَ بن بكر، كانوا لا يأكلون اللحم، ولا يأتونَ البيوتَ إلا من أدبارِها، ولا يَضطرِبُون (٣) وبرًا ولا شعَرًا، إنما يَضطرِبُون الأُدْمَ، ويُلبِسون صِبيانَهم الرِّهاطَ (٤)، وكانوا يطوفونَ عراةً إلا قريشًا، فإذا قدِمُوا طرَحُوا ثيابَهم التي قدِموا فيها، وقالوا: هذه ثيابُنا التي تطهَّرنا إلى ربِّنا فيها من الذنوبِ والخطايا. ثم قالوا لقريشٍ: مَن يُعِيرُنا مِئزَرًا؟ فإن لم يجدُوا طافوا عُراةً، فإذا فرغُوا من طوافهم أخَذوا ثيابَهم التي كانوا وضَعُوا (٥). (٦/ ٣٥٠)

٢٧٢٩٩ - قال مقاتل بن سليمان: نزلت في ثقيف، وبني عامر بن صَعْصَعة، وخزاعة، وبني مدلج، وعامر والحارث ابْنَيْ عبدِ مناة، قالوا: لا نطوف بالبيت الحرام في الثياب التي نُقارِف فيها الذنوب، ولا يضربون على أنفسهم خِباءً من وبَر ولا صوف ولا شعر ولا أدَم (٦). فكانوا يطوفون بالبيت عراة، ونساءهم يَطُفْنَ بالليل؛ فأنزل الله: {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا} (٧). (ز)


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٣٢.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٠/ ١٢٠.
(٣) يَضطرِبُون: يَنصِبُون ويُقِيمون على أوتاد مضروبة في الأرض. النهاية (ضرب).
(٤) الرَّهْط: جلد قَدْر ما بين الركبة والسُّرّة، تلبسه الجارية الصغيرة قبل أن تُدرك، وتلبسه أيضًا وهي حائض. لسان العرب (رهط).
(٥) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٦) الأَدَم: الجلد. لسان العرب (أدم).
(٧) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٣٢ - ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>