حيران، {له أصحاب} مهتدون {يدعونه إلى الهدى} يعني: أبويه، قالا له: ائتنا؛ فإنّا على الهدى. وفيه نزلت:{والذي قال لوالديه أف لكما}[الأحقاف: ١٧]. فذلك قوله:{قل إن هدى الله هو الهدى} يعني: الإسلام هو الهدى، والضلال الذي تدعونا الشياطين إليه هو الذي أنتم عليه، قل لهم:{وأمرنا لنسلم} يعني: لنخلص {لرب العالمين} فقد فعلنا (١)[٢٣١٠]. (ز)
{وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ}
٢٥٢٥٦ - قال مقاتل بن سليمان: ثم أمرهم بالعمل، فقال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وأن أقيموا الصلاة} لمواقيتها. يُخْبِرهم أنّه لا تنفعهم الصلاة إلا مع الإخلاص، {واتقوه} يعني: وحِدُّوه (٢). (ز)
{وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٧٢)}
٢٥٢٥٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- قال: يُحْشَر كل شيء، حتى إنّ الذباب لَتُحْشَر (٣). (ز)
[آثار متعلقة بالآية]
٢٥٢٥٨ - عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، قال: ما من أهل بيتٍ يكونُ لهم مواقيتُ يعلَمون الصلاة إلا بُورِك فيهم، كما بُورِك في إبراهيم وآل إبراهيم (٤). (٦/ ٩٦)
[٢٣١٠] على هذا القول فالمراد بـ {كالذي} عبد الرحمن بن أبي بكر، وبالأصحاب أبوه وأمه، وهو ما انتَقَده ابنُ عطية (٣/ ٣٩٢) مستندًا إلى أقوال السلف، فقال: «وهذا ضعيف؛ لأنّ في الصحيح أنّ عائشة لما سمعت قول القائل: إنّ قوله تعالى: {والذي قال لوالديه أف لكما} [الأحقاف: ١٧] نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر قالت: كذبوا، ما نزل فينا من القرآن شيء إلا براءتي».وذكر ابنُ عطية (٣/ ٣٩٠) أنّ ابن جرير قال بأنّ الرد على العقب يستعمل فيمن أمّل أمرًا فخاب أمله. وانتقده بقوله: «وهذا قول قلق».